دولة الأحواز: شرعية قائمة
هناك الكثير من الحقائق التاريخية والسياسية والإنسانية المتعلقة بالأحواز العربية، وإثبات المركز القانوني لدولة الأحواز في مراحلها المختلفة ككيان دولي مستقل، و كيفية فقدان سيادتها وكذلك حقها المشروع في استرداد هذه السيادة، وحق شعبها في تقرير مصيره بحرية وفقًا للقوانين الدولية.
الخلفية التاريخية للأحواز:
يعود تاريخ الأحواز العربية إلى العصور القديمة، حيث كان العيلاميون والساميون أول من استوطن هذا الإقليم في عام 4000 قبل الميلاد.
وتعاقبت على الأحواز حضارات متعددة مثل البابلية، الآشورية، الكلدانية، والميدية. في عام 539 قبل الميلاد، غزاها الأخمينيون بقيادة قورش الذي شن حملة إبادة ضد العرب في المنطقة، متجاوزًا الخليج العربي نحو شبه الجزيرة العربية، حيث ارتكب مذابح مروعة وصلت إلى اليمن.
وقد لقبه العرب ب“ذي الأكتاف” بسبب ممارساته الوحشية التي تضمنت قطع أكتاف ضحاياه، وهو شخصية لا يزال الإيرانيون يفتخرون بها حتى اليوم، كما ظهر غزاة آخرون مثل “أزادفيروز بن جشيش” المعروف بالمكعبر الإيرانى، الذي استمر في ارتكاب الجرائم المروعة ضد العرب.
الفتح الإسلامي:
معركة ذي قار تُعد محطة بارزة في تاريخ الأحواز، إذ انتصر فيها العرب على الفرس، ففي العام 637م، تمكن أبو موسى الأشعري من فتح الأحواز، واضعًا نهاية للسيطرة الإيرانية، وظل الأحواز تحت حكم الدولة الإسلامية منذ ذلك الحين وحتى الغزو المغولي في 1258م، ما يؤكد عروبة الأحواز واندماجها الكامل في الحضارة العربية الإسلامية.
الأحواز ككيان دولي مستقل:
في فترات مختلفة من التاريخ، تمتعت الأحواز باستقلالها كدولة ذات سيادة، وحافظت على كيانها السياسي حتى عام 1925م، حينما تعرضت لاحتلال إيرانى، كان الأحواز يتمتع بجميع مقومات الدولة من أرض وشعب وحكومة، وكانت له سيادة كاملة على موارده وأراضيه.
الاحتلال الإيرانى:
في عام 1925م، قامت إيران باحتلال الأحواز وضمها قسرًا إلى أراضيها، مما شكَّل انتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية، منذ ذلك الوقت، عانى الشعب الأحوازي من سياسات قمعية ممنهجة تهدف إلى طمس هويته العربية الأصيلة، بما في ذلك، مصادرة الأراضي والموارد لصالح المستوطنين كما منع الاحتلال اللغة العربية في المؤسسات التعليمية والإعلامية، في محاولة لطمس الهوية الثقافية، بالإضافة إلى القمع السياسي الذى تعرض له النشطاء الأحوازيون من اعتقالات تعسفية إعدامات وتعذيب ممنهج.
الحق في تقرير المصير
وفقًا للقانون الدولي، يحق لشعب الأحواز المطالبة باستعادة سيادته وتقرير مصيره بحرية، المادة الأولى من ميثاق الأمم المتحدة تنص على احترام حق الشعوب في تقرير مصيرها وهو حق مكفول للشعب الأحوازي بالنظر إلى تاريخه وواقعه تحت الاحتلال، حيث يمتلك الأحوازيين الحق القانوني في استعادة سيادتهم،وذلك استنادًا إلى القرارات الدولية التي ترفض الاحتلال غير المشروع، وختيار نظام الحكم المناسب من خلال استفتاء شعبي حر بإشراف دولي، باللإضافة إلى محاسبة الاحتلال الإيراني على الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان وجرائم الإبادة الثقافية.