التاريخ السياسي للأحواز: الاحتلال الإيراني والاستعمار ونضال الشعب الأحوازي (8)
تعتبر دولة الأحواز العربية الواقعة على ضفاف الخليج العربى، واحدة من المناطق الغنية بالموارد الطبيعية والثقافية، حيث لعبت دوراً محورياً في تاريخ الخليج العربي.
تاريخ الأحواز السياسي مليء بالأحداث المعقدة من الاحتلال والاستعمار، ونضال الشعب الأحوازي من أجل الاستقلال والحرية.
سنستعرض في هذا التقرير أبرز المحطات التاريخية والنضالات التي شهدتها هذه المنطقة.
في القرن الثامن عشر، برزت قبائل الكعبى كقوة سياسية وعسكرية بارزة في منطقة الخليج العربي بين عامي 1757 و1760، حيث قام شيوخ الكعب ببناء أسطول بحري كبير، ورفض التحالف مع العثمانيين والفرس، مما جعله يتمتع باستقلال نسبي.
وفي ستينيات القرن الثامن عشر حصلت هذه القبائل على استقلالها عن البصرة خلال حكم الفارسي كريم خان مما ساهم في تعزيز قوتهم في المنطقة.
وقد أصبح الكعبيون سادة البحر وشط العرب حيث فرضوا ضرائب على السفن والشركات التي كانت تتواجد في المنطقة لأكثر من عقد.
ومع ذلك لم يكن هذا الاستقلال محصنًا، إذ لجأت شركة الهند الشرقية البريطانية إلى فرض حصار بحري على الكعبيين لمدة عامين (1766-1768) في محاولة للسيطرة على التجارة في المنطقة (إريكسون، 2014).
على الرغم من محاولات الاستعمار البريطاني والضغط العثماني إلا أن الكعبيين استطاعوا الحفاظ على هويتهم واستقلالهم.
حيث كانت المحمرة المدينة المركزيةو بمثابة قلب إمارة كعب التي عرفت أيضاً بإمارة المحمرة وإمارة عربستان.
في القرن العشرين، تعرضت الأحواز لاحتلال إيراني مباشر عام 1925 حيث تم إلغاء الحكم الذاتي للأحوازيين، وتعرض الشعب الأحوازي للاضطهاد الثقافي والاقتصادي. ونتيجة لذلك، نشأت حركات نضالية متعددة في صفوف الشعب الأحوازي، مطالبة بحقوقهم السياسية والثقافية.
والتى تسعى إلى استعادة الهوية الأحوازية ووقف السياسات التمييزية التي تنتهجها حكومة الاحتلال الإيرانية.