
مواطن أحوازي يكشف جريمة نهب مياه الأحواز ونقلها للعمق الفارسي: “النخيل تموت عطشاً”
تواجه الأحواز أزمة بيئية خانقة نتيجة سياسات نقل مياه الأنهار إلى الداخل الإيراني، وهي سياسة يتهمها الأهالي والمزارعون بأنها تستهدف تجفيف الأرض وتهجير الأحوازيين السكان الأصليين من مناطقهم التاريخية.
وقد أدى هذا التحول في مجاري الأنهار إلى جفاف واسع النطاق، خلف آثارا كارثية على الزراعة والحياة البيئية في الإقليم.
موت النخيل وانهيار الزراعة
وبحسب ما أفاد به أحد المزارعين المحليين، فإن الأراضي الأحوازية، وخصوصا بساتين النخيل، شهدت هلاكا واسعا، مع موت نحو 20 مليون نخلة في مختلف أنحاء الإقليم.
وتعد النخيل رمزا زراعيا واقتصاديا وثقافيا لأهالي الأحواز، وتعتمد بشكل أساسي على مياه الأنهار التي جفت بسبب تحويل مجراها قسرا إلى العمق الفارسي.
وأضاف المزارع:
“نحن نعاني من نقص مياه شديد، وهذا يهدد الثروة الزراعية والحيوانية برمتها. المزارعون يفقدون محاصيلهم ومواشيهم، والأرض تتحول إلى صحراء.”
تراجع الثروة الحيوانية ونقص المحاصيل
ويؤكد الأهالي أن نقص المياه الحاد لم يقتصر على تهديد أشجار النخيل، بل طال أيضا الثروة الحيوانية، حيث هلكت أعداد كبيرة من رؤوس الماشية بسبب جفاف المراعي، إلى جانب انخفاض إنتاج المحاصيل الزراعية بمعدلات غير مسبوقة.
وتحولت الأراضي التي كانت مزدهرة بالزراعة إلى مناطق قاحلة تعاني من تآكل التربة وتراجع التنوع البيئي، ما فاقم من حدة الأزمات المعيشية والاقتصادية للسكان المحليين.
اتهامات بـ”تجفيف متعمد” وتهجير ممنهج
ويرى مراقبون أن هذه الكارثة البيئية ليست نتيجة طبيعية أو عرضية، بل هي جزء من سياسات ممنهجة تنتهجها السلطات الإيرانية لإفراغ الأحواز من سكانها الأصليين.
ويؤكد محللون أن تحويل مياه الأنهار، وعلى رأسها نهر كارون، يتم لصالح مناطق فارسية في الداخل الإيراني، بينما يترك الأحوازيون لمواجهة الجفاف والتصحر والنزوح القسري.
وبحسب المراقبين، فإن الهدف من هذه السياسات هو تسريع وتيرة التهجير القسري ومنح الأراضي المتضررة لاحقا إلى مستوطنين جدد ضمن مشروع ديموغرافي طويل الأمد يستهدف تغيير هوية الأحواز العربية.