
ويتكوف يوضح شروط ترامب: التحقق أولًا قبل أي اتفاق مع إيران
تشهد المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران تطورات متسارعة، وسط تضارب في التصريحات بشأن مكان انعقاد الجولة الثانية، بعد أيام من جولة أولى وصفتها الأطراف بأنها “بناءة وإيجابية”، جرت في سلطنة عمان.
وأكد المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، أن بلاده تركز في مفاوضاتها مع إيران على نقطتين رئيسيتين: مستوى تخصيب اليورانيوم، والتحقق من الأبعاد العسكرية للبرنامج النووي، بما في ذلك برنامج الصواريخ.
وقال ويتكوف، في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز”، إن إيران “لا تحتاج إلى تخصيب اليورانيوم بأكثر من 3.67%”، وهو الحد الذي نص عليه الاتفاق النووي لعام 2015، مشيرا إلى أن التخصيب بنسبة 60% الذي يجري في منشأة “مرادي” الإيرانية “لا مبرر له مدنيا”، مؤكدا أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب “لن يتسامح مع هذه المسألة”.
وأضاف ويتكوف: “نحن نتصرف وفق تعليمات الرئيس ترامب، ونسعى إلى حل هذه القضية من خلال الحوار والدبلوماسية”. وأوضح أن المحادثات ستركز على التحقق من تخصيب اليورانيوم، إضافة إلى ما وصفه بـ”التحقق من أبعاد الأسلحة” في البرنامج النووي، مشيرا إلى أن ذلك يشمل أنواع الصواريخ الإيرانية المخزنة، إضافة إلى “زناد القنبلة النووية”، على حد وصفه.
وفيما كان من المتوقع أن تعقد الجولة الثانية في مسقط، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن المتحدث باسم الخارجية إسماعيل بقائي مساء الإثنين، أن سلطنة عمان ستستضيف مجددا الجولة الثانية يوم السبت 30 أبريل.
إلا أن هذا الإعلان جاء مخالفا لتصريحات سابقة لنفس المتحدث، أكد فيها صباح الإثنين أن الجولة الثانية ستعقد في دولة أخرى، مع استمرار دور عمان كوسيط ومنسق.
من جانب آخر، أفادت تقارير إعلامية إيرانية بأن عباس عراقجي، كبير المفاوضين النوويين، أبلغ نظيره العراقي عبر اتصال هاتفي أن المحادثات المقبلة ستعقد في روما. كما أكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني تلقي بلاده طلبا رسميا لاستضافة الجولة الثانية من المحادثات، وقد وافقت عليه.
وتزامنت هذه الأنباء مع وجود جيه دي فانس، نائب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في العاصمة الإيطالية، حيث من المقرر أن يلتقي رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني، بعد يوم من اجتماعها المرتقب مع ترامب في واشنطن. وهو ما دفع بعض المراقبين إلى اعتبار روما خيارا سياسيا مقصودا، يعكس تغييرات محتملة في استراتيجية واشنطن تجاه طهران.
وفيما تؤكد طهران أن برنامجها النووي ذو طابع سلمي، إلا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعربت مرارا عن قلقها من زيادة كميات اليورانيوم عالي التخصيب المخزنة في إيران، مشيرة إلى أن هذه الكميات غير مسبوقة في أي دولة لا تمتلك سلاحا نوويا.
وفي السياق ذاته، يظل الموقف الأمريكي الجديد، الذي يقبل بتخصيب اليورانيوم على المستوى المدني (3.67%)، موضع خلاف مع الموقف الإسرائيلي، الذي يطالب بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل، وتدمير منشآته.
وسط هذه التناقضات، تتواصل التحضيرات للجولة الثانية من المحادثات، بينما تبقى الأسئلة مفتوحة حول مكان انعقادها، وتوجهات الأطراف المشاركة فيها. ويبدو أن مصير البرنامج النووي الإيراني بات مرهونا بمفاوضات محفوفة بالتعقيد السياسي والتوتر الجيوستراتيجي، في لحظة إقليمية ودولية شديدة الحساسية.