تقارير

وليد فارس يرسم موقع إيران من الصراع الأمريكية الروسية في الشرق الأوسط

كشف الأمين العام للمجموعة الأطلسية النيابية بالكونجرس الأميركي وليد فارس، عن مسارات العلاقات بين الولايت النتحدة الأمريكية وروسيا في الشرق الأوسط، وفي في القلب منها الموقف من إيران.

وأوضح فارس في مقال له حول ” أميركا وروسيا… أين تلتقيان وأين تختلفان في الشرق الأوسط؟” نشره صحيفة “اندبندنت عربية”، أن روسيا مع صعود إدارة الرئيس فلاديمير بوتين، دخلت في  حلف غير طبيعي مع دولة إسلامية متطرفة كإيران. فقام محور موسكو – طهران، ومدت روسيا الاتحادية مظلة عسكرية فوق نظام الأسد في سوريا. وتولت إيران إقناع الروس بأنها هي أفضل حليف لبلادهم ضد الأصولية التكفيرية التي تشكل أكبر خطر على الأمن القومي الروسي.

وتابع الأكاديمي الأمريكي:” وأقنعت موسكو نفسها بذلك، فأعاد بوتين أسطوله وقواته إلى الساحل السوري، وأُقيم جسر جوي عبر بحر قزوين إلى إيران فسوريا. وأهم تطور في إعادة التموقع كان حماية الفيتو الروسي للنظامين الإيراني والسوري في مجلس الأمن. وتحول هذا الفيتو إلى سلاح طهران السري في مواجهة الحصار الأميركي. إذ لم تتمكن واشنطن من استصدار قرارات قوية من مجلس الأمن بخصوص المسألة الإيرانية”.

ولفت إلى أنه في المقابل، تتمتع أميركا بسلسلة تحالفات مع عدد كبير من الدول العربية، وإسرائيل وتركيا، وإن كانت هذه العلاقات تعلو وتهبط حسب الإدارات والأزمات، لافتا إلى أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات واسعة على إيران وقواتها، وتحديداً لمواجهة “الحرس الثوري”. روسيا تساعد إيران عسكرياً، لكن ليس كما تحمي الأسد. في هذه المرحلة، تريد القوتان إعادة العمل بصفقة الاتفاق النووي. ولن تتحاربا على الأرض ما دام الاتفاق هو الهدف.

وأضاف :” وفي الخلاصة، هناك كتلة تحت مظلة روسيا محورها إيران وتوابعها، وكتلتان تحت مظلة الولايات المتحدة، هما التحالف العربي والمحور التركي. إلا أن العلاقات بين أعضاء هذه المحاور ليست منضبطة كما كانت علاقات أعضاء حلفي وارسو والأطلسي، بين بعضهم بعضاً خلال الحرب الباردة. أما في هذه المرحلة، فنرى أن الدول المنتمية إلى أحد المحاور تبني أيضاً علاقات مع المحاور الأخرى إلى حد يكاد فيه الحابل أن يختلط بالنابل”.

وأوضح فارس أنه رغم الصدام العلني بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، تلتقي إدارة بايدن والنظام الإيراني على شراكة الاتفاق النووي. هذه المعادلات المتحولة جعلت من المواجهة الأميركية – الروسية مسألة معقدة، على الرغم من التصاريح النارية المتبادلة. ولدى العاصمتين أهداف متناقضة، ولكن لهما أيضاً أهدافاً مشتركة وشركاء يبغون توازنات خاصة بهم.

وأردف قائلا :” تغطي روسيا مناطق نظام الأسد، لا سيما الساحل، والشمال الشرقي، ودمشق وجزءاً من الجنوب. أميركا تحمي الشرق مع “قوات سوريا الديمقراطية”. تركيا أقامت شريطاً إخوانياً في الشمال. روسيا وأميركا تقصفان القوى التكفيرية بتفاهم. إسرائيل تضرب المواقع الإيرانية بالتفاهم مع الروس. هؤلاء الآخرين ينسقون مع الإيرانيين ضد الميليشيات الإخوانية. واشنطن تدعم الإخوان ضد الأسد، وتحمي الأكراد من الإخوان. الأميركيون والروس والأتراك يسيّرون دوريات بين الأكراد والإخوان والإيرانيين”.

وأضاف: “إلا أن الخلاف هو حول إيران ودورها في المنطقة. واشنطن تعمل على حصر التوسع الإيراني، وموسكو تحمي الوجود الإيراني، إلى حد ما”، موضحا ان :”أميركا موجودة على الأراضي العراقية، كما إيران. إذا اشتبكتا، ستدعم روسيا شريكتها. ولكن موسكو تضغط على طهران كي لا تصطدم بالأميركيين، وإن ناوشت”.

واختتم قائلا :”أما التفاهم الأخير الذي عاد إلى الساحة مع إدارة بايدن، فهو تفعيل الاتفاق النووي. ولكن السؤال هو: مَن سيستفيد أكثر من هذا الاتفاق مالياً؟ هذا ما سنحاول اكتشافه في مقال لاحق”.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى