
وسائل الإعلام الإيرانية تُروج لفلول الأسد كـ”مقاومة” ضد الإدارة السورية الجديدة
في خطوة مثيرة للجدل، وصفت معظم وسائل الإعلام الإيرانية، خاصة تلك المرتبطة بالحرس الثوري، القوات الحكومية السورية بـ “عناصر الجولاني”، وفلول النظام السوري السابق بـ “قوات المقاومة” في دلالة واضحة على انحياز إعلامي تجاه النظام السوري السابق.
تأتي التغطية الإعلامية الإيرانية المنحازة، في وقت تتصاعد فيه الاشتباكات في مناطق الساحل السوري بين القوات السورية وفلول نظام بشار الأسد.
ودافعت صحيفة “كيهان”، المقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي، عن تحركات فلول النظام السوري في الساحل الغربي لسوريا، ووصفتهم بـ “الانتفاضة” ضد “إرهابيي الجولاني”، في وصفها للإدارة السورية الجديدة.
وبحسب الصحيفة، فإن ما يحدث في الساحل السوري هو بمثابة مواجهة عسكرية ضد عناصر تنظيم “هيئة تحرير الشام” وهي الصفة التي تصفها وسائل الإعلام الإيرانية للإدارة السورية الجديدة، وعناصر الجيش العربي السوري في عهد نظام بشار الأسد.
في الوقت نفسه، وصفت صحيفة “همشهري” الأصولية، المقربة من الحكومة الإيرانية، هذه الأعمال بـ “طلائع المقاومة في الشام”، مما يعكس تأييدًا قويا لتحركات القوات الموالية لنظام الأسد.
الصحيفة أيضًا أشارت إلى خطابات سابقة للمرشد الإيراني، حيث أكد خامنئي أن “سوريا ستُسترد على يد الشباب السوري”، معتبرًا أن المعارضة في سوريا هي مجرد “احتلال” للبلاد.
أما صحيفة “جوان” المقربة من الحرس الثوري، فقد استخدمت عنوانًا مثيرًا في تغطيتها لهذه الأحداث، حيث جاء بعنوان “شباب الشام ضد الجولاني”، مدعية أن هذه العمليات تأتي ردًا على ما اعتبرته “قمعًا للعلويين” من قبل النظام السوري الجديد، في إشارة إلى الدعم الإيراني الواضح لفلول النظام السوري.
وكالة أنباء “فارس” شبه الرسمية التابعة لمليشات الحرس الثوري الارهابية، نقلت عن مصادر ميدانية أن “عناصر تابعة للجولاني استهدفت بالصواريخ مدينة جبلة في محافظة اللاذقية والمجمعات السكنية في محيط طرطوس”، في محاولة لتشويه سمعة المعارضة المسلحة في مناطق الساحل السوري.
من جانبها، أفادت الوكالة نفسها بأن “مجموعات المقاومة السورية” قد استهدفت مواقع “هيئة تحرير الشام” في اللاذقية عبر كمين محكم، في محاولة من الإعلام الإيراني لتقديم المعركة على أنها حرب بين “المقاومة السورية” وبين “المتمردين”، مشيرة إلى ما أسمته “القتال من أجل استعادة سوريا من قبضة الاحتلال التركي-الإسرائيلي”.
وأخيرًا، وجهت صحيفة “سياست روز” دعوات للتمرد ضد ما اعتبرته “المؤامرة الإسرائيلية-التركية” في سوريا، مؤكدة على ضرورة دعم العناصر الموالية للنظام السوري في جهودهم لاستعادة السيطرة على مناطقهم. وبذلك، يبدو أن الإعلام الإيراني يسعى إلى تسويق الدعم العسكري والسياسي لفلول نظام الأسد على أنهم “مقاومة” ضد أطراف خارجية، في محاولة للتأثير على الرأي العام الإيراني والعالمي.