وزيرة إماراتية تدعو إيران إنهاء احتلالها لجزر الإمارات الثلاث
ألقت وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، كلمة الإمارات في الأمم المتحدة، طالبت خلالها إيران إنهاء احتلالها لجزر الإمارات الثلاث .
كما دعت الهاشمي خلال كلمة الدولة التي ألقتها أمام المناقشة العامة للدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، مؤكدة علي أن خيار الإمارات هو تحقيق السلام والازدهار في المنطقة
وفيما يخص مواجهة النفوذ الإيراني بالمنطقة، أشارت وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي إلي ضرورة العمل لبناء شرق أوسط خال من السلاح النووي.
حيث أن المرحلة المقبلة تتطلب اتباع وسائل مبتكرة تعزز من فعالية نظامنا الدولي وتُحول الدول والمناطق التي تعج بها الأزمات إلى جهات لها دور بنّاء في معالجة تحديات العصر.
وفيما يلي نص الكلمة …
السيد الرئيس، أشكر عبدالله شاهد على إدارته المتميزة لأعمال الدورة السابقة، وأهنئ، سابا كوروسي، على ترؤس أعمال هذه الدورة، مع تمنياتنا لكم بالتوفيق والسداد.
ونحن على أعتاب مرحلة جديدة للنظام الدولي، خيارُنا في دولة الإمارات أن يكون شعار هذه المرحلة هو السلام والتعافي والازدهار ضمن إطار نظام عالمي منفتح، قائم على شبكة متينة من العلاقات الدولية التي ندشّن فيها مسارات جديدة للتعاون المشترك في مجالات الاقتصاد والتنمية المستدامة والتكنولوجيا المتقدمة والبحث العلمي، فهذا هو النهج الذي تتبعه بلادي في تنفيذ سياساتها الخارجية، والذي يحكُم علاقاتنا الثنائية ومشاركاتنا في الأطر متعددة الأطراف، وهو أيضاً النهج الذي يُلهِم توجهاتِنا خلال عضويتِنا الحالية في مجلس الأمن.
ولكننا ندرك حجم التحديات الجسيمة الماثلة أمامنا اليوم وما نراه من استقطاب متزايد يُخيم على النظام الدولي إثرَ ارتفاع وتيرة الأزمات وظهور بؤر جديدة للنزاعات حول العالم، يصاحبُها تصاعد خطير لأنشطة الجماعات المسلحة، في الوقت الذي تعصف فيه أزمات الغذاء والمناخ بشعوب العالم، مهددةً بتقويض مكتسبات الحضارة الإنسانية، ناهيكم عن شدة وقع هذه التهديدات على الدول الفقيرة والنامية وقدرتها على تلبية احتياجات مواطنيها.
وفي حين أثارت هذه القضايا جميعها تساؤلات حول مدى فاعلية النظام الدولي الحالي، إلا أن هذا النظام الذي بني على أنقاض الحرب العالمية الثانية ساهم في تعزيز الأمن والاستقرار الدوليين إلى حدٍ كبير.
ولكن ما نحتاجه اليوم هو إعادة الثقة بهذا النظام الدولي وبشرعية مؤسساته عبر تعزيز كفاءته وقدرته على معالجة الأزمات الراهنة وتجاوز التحديات الوجودية للقرن الحادي والعشرين، حيث تؤمن بلادي بأننا نمتلك – نحن الدول الحاضرة في هذه القاعة – القدرة على فعل ذلك، إذا ما عقدنا العزم وسخرنا ما لدينا من إمكانيات لرسم مستقبل أفضل لشعوبنا.
ومن هذا المنطلق، أود التأكيد على جملةٍ من المسائل التي ينبغي أن نركز عليها في الفترة المقبلة:
“كدت مجريات الفترة الماضية على الحاجة لاحترام القانون الدولي لاسيما ميثاق الأمم المتحدة، وأن يتم تطبيقه باتساق وبدون معايير مزدوجة أو انتقائية، باعتباره أساساً لا غنى عنه لضمان وجود نظام دولي مستقر وآمن، قائم على احترام سيادة الدول واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها.
ونجدد في هذا السياق مطالبتنا بإنهاء احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، والتي يُثبت التاريخ والقانون الدولي سيادة بلادي عليها، ونؤكد أنه ورغم عدم استجابة إيران لدعوات بلادي الصادقة لحل النزاع بالطرق السلمية على امتداد العقود الخمسة الماضية، إلا أننا لن نتوقف يوماً عن المطالبة بحقنا المشروع في هذه الجزر إما من خلال التفاوض المباشر أو محكمة العدل الدولية.
كما ينبغي بذل قصارى الجهود لتجاوز حالة الخمول التي باتت السمة الأبرز للنهج الدولي الراهن في التعامل مع الأزمات والانتقال نحو إيجاد حلول دائمة وشاملة وعادلة للنزاعات المسلحة المتصاعدة حول العالم، ومعالجة التداعيات الناجمة عن الاضطرابات في المشهد الدولي.
ولذلك، تتطلب المرحلة المقبلة اتبّاع وسائل مُبتكرة تعزز من فعالية نظامنا الدولي وتُحوّل الدول والمناطق التي تعج بها الأزمات إلى جهات لها دور بنّاء في معالجة تحديات العصر ..وفي حين كان للعالم العربي والقارة الأفريقية خلال العقود الماضية حصة الأسد من تلك الأزمات، إلا أن ذلك علمناً دروساً صعبة ودروسا مهمة حول ضرورة تغليب الحلول الدبلوماسية والحوار وخفض التصعيد، وأهمية تدارك التوترات، لتفادي ظهور بؤر جديدة للصراعات ولمكافحة التيارات المتطرفة.
وتُعَد التحركات الإيجابية الأخيرة في منطقتا لبناء الجسور أمثلة بارزة لطيّ خلافات الماضي، وبناء شراكات جديدة قوامها التعاون في شتى المجالات ودعم القطاعات الهامة كالصحة والتعليم والصناعة وتعزيز دور المرأة.
ونؤكد هنا على موقفنا الثابت والداعي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا للمرجعيات الدولية المتفق عليها، ونرحب بما جاء في بيان رئيس وزراء دولة إسرائيل من على هذا المنبر بشأن دعم رؤية حل الدولتين.
وكما نتطلع هنا إلى النهوض بكافة العمليات السياسية في منطقتنا وتذليل الصعاب أمام مسارات السلام فيها، ولكن ينبغي أن يرافق ذلك تعزيز للموقف الدولي الموحد الرافض للتدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتي تقوض جهود حل النزاعات وتغذي التطرف والإرهاب، وتشكّل انتهاكاً صارخاً لسيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها.
وفي ظل تزايد وتيرة الأزمات أصبح ضرورياً تفعيل دور المنظمات الإقليمية والدولية، عبر التشاور معها، ومدِها بالأدوات والموارد والخبرات التي تُمكنها من المساهمة بفعالية في الاستجابة للتحديات الراهنة، فالمنظمات الإقليمية أكثر الماماً بالسياقات المحلية ولها من المقومات ما يُمكنها من دعم جهود الوساطة، مثلما لمسنا في مساعي العديد منها، بما في ذلك الاتحاد الأفريقي والذي نشيد بمبادراته وندعمها.
وكما نعلم جميعاً، تتطلب حماية