وثائق أمريكية: شاه إيران يتراجع عن نزاع البحرين بعد تهديد قضية الأحواز
كشفت وثائق أمريكية عن تقديم الخارجية الأمريكية نصيحة لنظام الشاه رضا بهلوي، بعدم نقل النزاع حول البحرين إلى الأمم المتحدة، حيث كانت زعمت طهران ان مملكة البحرين هي أراضي إيرانية وذلك في ظل الأطماع الفارسية بالتوسع وضم أراضي عربية.
وأوضحت وثائق الخارجية الأمريكية أن واشنطن نصحت طهران في عهد الشاه بعدم نقل النزاع البحرين الإيراني إلى الأمم المتحدة و ذلك تجنبا لطرح القضية الأحوازية على مجلس الأمن الدولي، والأحواز هي أراض عربية احتلتها طهران في 1925 واستشهاد أمير الأحواز الشيخ خزعل الكعبي في سجون الاحتلال الإيراني.
ولفتت الوثيقة أن دول عربية، كانت تنوي تقديم ملف دولة الأحواز العربية المحتلة آنذاك إلى مجلس الأمن، دفاعا عن الأحواز وهي دولة عربية محتلة وتشكل جزء من الدول العربية، الجزء العروبي للشاطئ الشرقي للخليج العربي.
وجاءت النصحية الأمريكية بعد معلومات عن دعم روسيا في آنذاك لملف الأحواز باعتبارها أراضي عربية محتلة، مما أدى إلى تراجع نظام الشاه عن تقديم الملف خوفا من خسارة الأحواز الغنية بالنفط والغاز.
واحتل نظام الشاه الإيراني، إمارة عربستان في 1925، وارتكب مجازر بحق أبناء الشعب الأحوازي، وعمل على تفريس الأحواز وتغيير الهوية العربية للأحوازيين ولكن بعد نحو 10 عقود من الاحتلال الإيراني مازالت الأحواز و الأحوازيين تحافظ على هويتها العربية ويناضل أبناء الشعب العربي الأحوازي من أجل حريتهم واستقلالهم في مواجهة آلية القمع والقتل الإيرانية.
إن اهتمام نظام الشاه باحتلال الأحواز العربية يعود إلى أهميتها الاستراتيجية، حيث تقع الأحواز على الساحل الشرقي للخليج العربي، إضافة إلى جوارها مع العراق، ولإيران رغبة دائمة في التدخل في الشؤون العراقية.
إن البعد الاقتصادي لا يقل أهمية عن البعد الاستراتيجي في قضية استيلاء إيران على الأحواز واحتلالها، وذلك لأن منطقة الأحواز تتميز بثروتها النفطية، حيث يتم استخراج معظم النفط والغاز من الأحواز، كما تتميز الأحواز أيضًا بإنتاجية أراضيها بفضل نهر الكارون، كما تعد الأحواز المورد الرئيسي للذرة والسكر.
ومنذ انتهاك إيران وضم الأحواز إليها بدأت سياسة (الفِرْسَنة) في المنطقة ومحاولة محو الهوية العربية للأحواز بالقوة من ذاكرة الأجيال الجديدة، فمثلاً غيرت الاسم العربي للمدينة الشهيرة (المحمرة) وأعطتها اسماً فارسياً (خرم شهر)، كما غيرت اسم الشارع الرئيسي في مدينة المحمرة، الذي كان يعرف بشارع الخزعلي نسبة إلى الشيخ خزعل، إلى اسم فارسي وهو شارع بهلوي.
ولم يقتصر الأمر على فارسة الأسماء من خلال طمس الذاكرة العربية، بل امتد الأمر إلى محو الهوية العربية في المنطقة كلياً من خلال منع التدريس باللغة العربية وفرض اللغة الفارسية في المدارس.
ولم تكتف إيران بذلك بل لجأت إلى سياسة التغيير الديمغرافي في التركيبة السكانية للأحواز، من خلال السعي إلى نقل عدد كبير من العرب إلى خارج المنطقة واستبدالهم بعناصر فارسية.
لقد أدت سياسة التمييز العنصري في الأحواز إلى استياء العرب وحرصهم على تأكيد هويتهم العربية.
واستمر الرفض العربي لسياسات التمييز العنصري وإفقار الأحواز في عهد ما يسمى بالجمهورية الإسلامية.
وفي عام 2005 اندلعت أكبر الانتفاضات في منطقة الأحواز ضد سياسة التهجير وترحيل العديد من العناصر العربية من المنطقة.
إن التقرير لمنظمة العفو الدولية (2022) حول الحريات وأوضاع حقوق الإنسان في الأحواز هو خير دليل على استمرار النظام الإيراني في سياسة الاضطهاد العنصري ضد العرب الأحوازيين، تذكيراً بالتقرير:”لقد تعرض العرب الأحوازيين وغيرهم لتمييز غير عادل يحد من فرصهم في التعليم والعمل وتولي المناصب السياسية. وعلى الرغم من الدعوات المتكررة للتنوع اللغوي، ظلت اللغة الفارسية هي اللغة الوحيدة للتعلم في المرحلتين الابتدائية والثانوية”.