موروث عربي خليجي.. الأحواز تحتفل بـ قرقيعان
أحى الأحوازيين احتفال قرقيعان في الخامس عشر من شهر رمضان، والذي يعد من أهمّ العادات والتقاليد التي تُمارس في دولة الأحواز العربية ودول الخليج العربي، كالسعودية والبحرين والكويت، خلال الشهر المبارك.
ويعتبر الاحتفال بـ “القرقيعان” تقليدًا تراثيًا معروفًا في دولة الأحواز العربية المحتلة دول الخليج العربي، حيث تنطلق طقوسه بعد صلاة العصر، يتجمع الأطفال، البنات والأولاد، مرتدين ملابسهم التقليدية الزاهية، حيث تزيّن الفتيات بملابس مطرزة، ويتزين الصبيان بالثوب والطاقية المطرزة أيضًا، ويقومون بجولة في المناطق بعد الإفطار ليلة الخامس عشر من رمضان.
يتجوّل الأطفال بملابسهم الشعبية التقليدية المطرزة، ويترددون الأهازيج في الشوارع وأمام أبواب المنازل، محملين في رقابهم أكياسًا مصنوعة من القماش، تخيّط خصيصًا لهذه المناسبة، لجمع الحلوى والمكسرات التي يحصلون عليها من أصحاب البيوت.
وتتوقف كل جماعة من الأطفال عند بيت من البيوت، وتبدأ في ترديد الأهازيج المليئة بالدعاء والتهنئة، ويحملون حقيبة إلى الأزقة والأزقة الخلفية، ينشدون قصائد مثل “قرقيعان وقرقيعان، الله أخلي أولدكم” ويلقون قصائد خاصة بهذا الاحتفال في المنزل.
ويطرقون أبواب المنازل ليحصلوا على عيد، ويستقبل الأهالي والشيوخ الأطفال بوجوه مفتوحة ويوزعون عليهم الحلويات والمكسرات والطعام.
كما يقوم أصحاب المنازل بتوزيع الحلويات والمكسرات على الأطفال، مثل التمر، والزبيب، والحلوى، والفواكه المجففة.
أيضا تُزين بعض البيوت والمناطق بالأنوار واللافتات احتفالاً بهذه الليلة، كما تُقام في بعض المناطق موائد عامرة تُقدم فيها الأطعمة والمشروبات للجميع.
ويوضح المؤرخ والباحث في تاريخ الخليج العربي الدكتور علي الدرورة، في تصريحا لصحيفة ” اندبندنت عربية” أن “القرقيعان” يعد مناسبة دينية واجتماعية تراثية تمتد جذورها إلى الإسلام، حيث بدأت نشأتها في المدينة المنورة، وكانت تهدف إلى تعزيز التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع المسلم. تم نقل هذه المناسبة إلى عدة دول منها القاهرة ودمشق والقدس بسبب هجرة الصحابة لنشر تعاليم الإسلام.
ويشير الدرورة إلى تنوع التسميات والتوقيت للاحتفال بـ “القرقيعان” في دول الخليج، حيث يُطلق عليه “حق الليلة” في الإمارات، ويحتفل في الخامس عشر من شهر شعبان لاستقبال شهر رمضان. أما في الدول الأخرى في الخليج فيكون الاحتفال في الخامس عشر من رمضان، ويُطلق عليه “القرنقعوة” في قطر والبحرين، و”القرقيعان” في الكويت والسعودية، و”القرنقشوة” في سلطنة عمان.
ويرتبط اسم “القرقيعان” بعدة أصول لغوية، فهناك من يعتقد أنه يشير إلى السلة الكبيرة المصنوعة من سعف النخيل والتي تحتوي على المكسرات، بينما يرى آخرون أنه يرتبط بمعنى “قرّة العين” أو بكونه مشتقًا من الصوت الناتج عن ضرب الأواني المعدنية الحاوية للحلويات والمكسرات.
وتختلف الأهازيج المرتبطة بالقرقيعان بين المناطق، لكنها تحمل مضمونًا متشابهًا، حيث يقوم الأطفال بالتجول بملابسهم الشعبية ويحملون أكياسًا من القماش لجمع الحلوى والمكسرات من أصحاب البيوت، مع ترديد الأهازيج والتهاني.
ويعكس احتفال القرقيعان التمسك بالتراث الشعبي في دول الخليج، حيث يُنظم الاحتفالات الشعبية بمشاركة مؤسسات حكومية وأهلية بهدف إضفاء جو من الفرح والبهجة على الأطفال في هذه المناسبة السنوية.