أخبار الأحوازأهم الأخبار

من المحمرة إلى بروكسل: الأحواز لا تنسى ولا تستسلم

شهدت العاصمة البلجيكية بروكسل، الجمعة 18 أبريل 2025، مظاهرة أحوازية ضخمة أمام مقر البرلمان الأوروبي، إحياء للذكرى المئوية لاحتلال إيران لدولة الأحواز العربية، والذي بدأ منذ أبريل عام 1925 ولا يزال مستمرا حتى اليوم.

شارك في المظاهرة المئات من أبناء الجالية الأحوازية في المهجر، إلى جانب عدد من النشطاء من الدول العربية ونشطاء من أحرار العالم، الذين حضروا تضامنا مع قضية الشعب الأحوازي، وتنديدا بما وصفوه بـ”أقدم استعمار وأبشع احتلال شهدته البشرية الحديثة”.

مطالب المتظاهرين:
رفع المتظاهرون الأعلام الأحوازية واللافتات التي تندد بالاحتلال الإيراني، مرددين شعارات تدعو إلى الحرية والاستقلال، مطالبين الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإنهاء معاناة الشعب الأحوازي.

وطالبت التظاهرة الأحوازية في بروكسل، بحماية الشعب الأحوازي من سياسات القمع والانتهاكات المتواصلة التي يمارسها النظام الإيراني، والتي تستهدف المدنيين العزل.

كما طالبت الضغط على طهران للسماح للمفتش الدولي العام لحقوق الإنسان بزيارة السجون الأحوازية، التي أصبحت مكتظة بالمعتقلين السياسيين وأصحاب الرأي.

وشددت التظاهرة الأحوازية على ضرورة وقف سياسة التهجير القسري للعرب الأحوازيين، والتي تهدف إلى إفراغ المنطقة من سكانها الأصليين، وجلب مستوطنين من القومية الفارسية لتغيير التركيبة الديمغرافية، خاصة في المدن الأحوازية مثل ميناء عبادان، الحني، وعيلام.

وطالبت التظاهرة منع تحويل مجرى مياه نهر الدز ونهر الكرخة من الأراضي الأحوازية إلى الداخل الفارسي، وخاصة إلى نهر زايندة رود في مدينة أصفهان، وهو ما يهدد الزراعة والحياة في الإقليم.

رسالة إلى الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي

كما طالب التظاهرة الأحوازية بالاعتراف الدولي بشرعية دولة الأحواز العربية، وفتح أبواب المنظمات الأممية أمام تمثيلها الدبلوماسي، بما في ذلك إرسال وفود أحوازية رسمية إلى المؤتمرات الدولية.

ووجهت التظاهرة الأحوازية دعوة جامعة الدول العربية للاعتراف بالأحواز كدولة عربية محتلة، لم تفقد شرعيتها رغم احتلال أراضيها.

كما ناشدت التظاهرة الأحوازية مجلس التعاون الخليجي بقبول تمثيل رسمي للأحواز والتنسيق من أجل حماية الشعب العربي الأحوازي من الانتهاكات المستمرة.

وفي ختام التظاهرة، قامت اللجنة المنظمة بتسليم ورقة رسمية إلى البرلمان الأوروبي، تطالب فيها بعقد مؤتمر دولي خاص بالأحواز، يناقش خلاله الوضع الإنساني المتدهور في الأراضي الأحوازية، والبحث في سبل الضغط على النظام الإيراني لوقف انتهاكاته وفتح المجال أمام الحلول السياسية العادلة.

احتلال الأحواز

احتلت إيران دولة الأحواز العربية عام 1925 بعد إسقاط حكم الأمير خزعل الكعبي، ومنذ ذلك الحين، يعاني الشعب الأحوازي من تمييز عرقي، واضطهاد ثقافي، وتجريف اقتصادي، في محاولة لطمس الهوية العربية للإقليم، وتذويب شعبه في الثقافة الفارسية بالقوة.

ومثل هذا الحدث تحولا جذريا في مصير شعب عربي كان يتمتع بحكم ذاتي وكيان سياسي مستقل، ليجد نفسه فجأة تحت سلطة دولة فارسية، طمعت في ثرواته وموقعه الاستراتيجي.

ولم يكن الاحتلال الإيراني للأحواز مجرد توسع جغرافي، بل كان في جوهره عملية استيلاء ممنهجة على ثروات إقليم غني بالموارد الطبيعية. إذ يضم الإقليم أكبر احتياطي للنفط والغاز في إيران، ويقدر أنه يساهم بما يقارب نصف الناتج القومي الصافي للبلاد، وأكثر من 80% من قيمة صادرات إيران، مما جعله بمثابة العمود الفقري للاقتصاد الإيراني.

كما يتمتع الإقليم بأراض زراعية خصبة، وأنهار حيوية مثل نهر الكرخة والدز، ما جعله مطمعا دائما للسلطات الإيرانية التي سعت إلى إخضاعه قسرا، على حساب سكانه العرب الأصليين.

ورغم مرور مئة عام على الاحتلال، لا يزال الأحوازيون يناضلون من أجل استعادة حريتهم وهويتهم الوطنية، في وقت تتصاعد فيه الدعوات الشعبية والرسمية للاعتراف الدولي بالقضية الأحوازية كقضية تحرر مشروع.

وقضية الأحواز ليست نزاعا داخليا أو مسألة هامشية، بل هي قضية شعب عربي حر تم سلخه عن جذوره، ويواجه منذ قرن محاولات مستمرة لطمس هويته. وبينما تنعم إيران بثروات الإقليم، يعيش أبناؤه في فقر وتهميش وحرمان.
ومع تزايد وعي المجتمع الدولي، قد يكون الوقت قد حان لأن يطرح السؤال بصوت عال: إلى متى سيستمر الصمت عن احتلال الأحواز؟

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى