من المحمرة إلى الأحواز.. التغيير الإداري الذى فرضه الاحتلال الإيرانى على العاصمة
مرّ علي الأحواز العديد من المراحل السياسية والإدارية التي تركت أثراً عميقاً على هويتها ومكانتها، ومن بين أبرز تلك المراحل، فترة حكم الشيخ خزعل الكعبي، الذي جعل مدينة المحمرة عاصمة إقليم الأحواز، قبل أن تفرض سلطات الاحتلال الإيرانية تغييرات إدارية جذرية، انتهت بجعل مدينة الأحواز العاصمة الحالية .
وخلال فترة حكم الشيخ خزعل، الذي قاد الأحواز في بداية القرن العشرين، كانت مدينة المحمرة مركزاً سياسياً واقتصادياً وثقافياً مهماً.
واختار الشيخ خزعل المحمرة عاصمة لإمارته نظراً لموقعها الاستراتيجي المميز على ضفاف نهر كارون وقربها من الخليج العربي.
وقد شهدت المحمرة تطوراً ملحوظاً خلال حكمه حيث أصبحت مركزاً للتجارة الدولية، خاصة في مجالات النفط والسلع الأساسية.
كما كانت المدينة تزدهر بالأنشطة الثقافية والاجتماعية مع وجود حركة أدبية وعلمية نشطة.
واحتضنت المحمرة مجلس الشيخ خزعل، الذي كان ملتقى للسياسيين والدبلوماسيين وممثلي القبائل الأحوازية.
وفي عام 1925 تعرضت الأحواز للاحتلال الإيراني بعد الإطاحة بحكم الشيخ خزعل. ومنذ ذلك الوقت، عملت سلطات الاحتلال الإيرانية على تفكيك النظام الإداري القائم وتغيير المعالم السياسية والاجتماعية والثقافية للأحواز.
ومن ضمن هذه التغييرات قررت سلطات الاحتلال الإيرانية نقل العاصمة الإدارية من المحمرة إلى مدينة الأحواز، وهو تغيير يحمل أبعاداً سياسية واضحة تهدف إلى تقليص رمزية المحمرة كعاصمة تاريخية للأحواز.
هذا التحول لم يكن مجرد قرار إداري، بل جاء في إطار سياسة أوسع لطمس الهوية الأحوازية، حيث تم تغيير أسماء المدن والقرى إلى أسماء فارسية وفرض سياسات تهدف إلى محو الثقافة واللغة العربية في البلاد .
وبعد أن أصبحت مدينة الأحواز العاصمة الإدارية ، فرض الاحتلال الإيراني العديد من الإجراءات التي ساهمت في تغييب المعالم العربية والإسلامية للمدينة. ومع ذلك، لا تزال الأحواز تحتفظ بمكانتها كرمز للنضال الوطني ضد سياسات الاحتلال الإيراني.