أهم الأخبارتقارير

مقومات نشوء الدولة في القانون الدولي وتطبيقها في الأحواز

 

يشكل نشوء الدولة ركناً أساسياً في تحقيق الاستقرار والتقدم لأي مجتمع إنساني، ويتطلب ذلك توفر شروط رئيسية منصوص عليها في القانون الدولي.

ويتناول هذا التقرير مقومات نشوء الدولة كما حددها القانون الدولي من دولة  وشعب وسيادة، مع تحليل كيفية توافر هذه المقومات في الأحواز، استنادًاً إلى المعطيات التاريخية والجغرافية والسياسية والاجتماعية.

أولاً – الإقليم:

الإقليم هو أحد الركائز الأساسية لنشوء الدولة، ويتطلب القانون الدولي أن يكون الإقليم محدداً، ثابتاً، ومستقراً، بحيث يعيش عليه شعب يمارس سيادته عليه وينشئ نظاماً قانونياً وسياسياً خاصاً به.

  1. تحديد الإقليم:

يتسم الأحواز بموقعه الجغرافي المميز وبحدوده ومساحته المحددة، رغم أن النظام الإيرانى أقدم على اقتطاع أجزاء منه بطرق غير مشروعة، ومع ذلك، ظل هذا الإقليم مستقراً تاريخياً لسكانه العرب الذين اعتبروه موطناً دائماً لهم منذ نشأتهم، ما يجعله إقليماً محدداً يستوفي المعايير الدولية.

  1. النظام القانوني والسياسي:

شعب الأحواز أقام على مر العصور نظاماً قانونياً وسياسياً عربياً خاصاً به، حيث تميز بإدارة إقليم الأحواز وفق قوانين وأعراف مستقلة مستمدة من هويته الثقافية والقومية. ومن ثم، فإن الأحواز تتوافر فيه الشروط القانونية ليكون ركناً أساسياً في تكوين الدولة.

 ثانياً – الشعب:

الشعب يشكل الركيزة الثانية من أركان نشوء الدولة، حيث يُعرّف بأنه مجموعة من الأفراد تجمعهم الرغبة في العيش المشترك والخضوع لولاية حكم واحد يمثلهم ويهتم بإدارة شؤونهم.

  1. الإقامة الدائمة:

شعب الأحواز عاش على أرض  بلاده بصفة دائمة، ما يؤكد استمرارية انتمائهم إليه.

  1. روابط الانتماء:

تمتاز روابط الشعب الأحوازي بالقوة والمتانة، حيث تتجلى في رابطة القومية العربية التي توحدهم على الصعيدين الموضوعي والشخصي:

– الرابطة الموضوعية: تتجسد في وحدة العرق، الجنس، اللغة، الدين، التاريخ، وتشابه العادات والتقاليد، مما يرسخ وحدة الشعب العربي في الأحواز.

– الرابطة الشخصية: تتمثل في الإحساس المشترك بالعيش تحت سيادة حكم عربي يحقق تطلعاتهم المشتركة.

  1. مقومات القومية:

أ. وحدة العرق والجنس:

يتكون شعب الأحواز من أغلبية عربية ساحقة، تنتمي لقبائل عربية أصيلة اتخذت هذا الإقليم موطناً لها منذ نشأته.

ب. اللغة العربية:

اللغة العربية تُعدّ أبرز عناصر الوحدة القومية لشعب الأحواز، حيث تمثل لغتهم الأم والقاسم المشترك الذي يربط بينهم.

ج. الدين:

يعتنق غالبية الشعب الأحوازي الدين الإسلامي، مما يعزز وحدتهم الثقافية والدينية، باستثناء نسبة قليلة من العرب الصابئة.

د. الأهداف والمصالح المشتركة:

يرتبط الشعب الأحوازي برغبة موحدة في تحقيق مصالحه الوطنية، في ظل وحدة اللغة والدين والأرض.

هـ. التكامل الجغرافي:

تظهر جغرافية الأحواز انسجاماً أكبر مع الوطن العربي، لا سيما العراق، مقارنة بإيران، مما يعزز الارتباط الطبيعي للإقليم بالأمة العربية.

ثالثاً  السيادة:

السيادة هي الركن الثالث والأساسي لنشوء الدولة، إذ تعني وجود هيئات سياسية وقانونية تنظم شؤون الدولة الداخلية والخارجية وتمارس سلطتها العليا على الإقليم والشعب.

  1. السيادة في الأحواز تاريخياً:

حتى عام 1925م، كانت الأحواز يتمتع بالسيادة الكاملة، ولم تكن خاضعة لأية تبعية أو حماية أجنبية، وقد اتسمت بوجود نظام حكم عربي قائم يتمتع بكل مظاهر الدولة المستقلة وفق القانون الدولي.

  1. السلطة السياسية والقانونية:

الحكم العربي في الأحواز كان قادراً على ممارسة سيادته الكاملة من خلال إدارة الشؤون الداخلية والخارجية للإقليم، سواء كان النظام ملكياً أو عشائرياً أو غير ذلك.

  1. انتهاك السيادة:

رغم التمتع التاريخي بالسيادة، تعرض إقليم الأحواز في مراحل لاحقة لانتهاكات، أدت إلى تقويض سيادته القانونية والسياسية، وهو ما يخالف القانون الدولي.

تثبت المعطيات التاريخية والجغرافية والاجتماعية أن الأحواز يتوافر فيه الشروط الثلاثة الأساسية لنشوء الدولة وفق القانون الدولي، وهي الإقليم، الشعب، والسيادة. ومع ذلك فإن السياسات الإيرانية  القائمة على استقطاع الإقليم وإنكار سيادته تمثل انتهاكاً للقواعد الدولية.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى