مع فشل التوصل لصفقة.. تصاعد الغضب الفلسطيني ضد حماس في غزة
تزايد الغضب الفلسطيني ضد حركة حماس في قطاع غزة، حيث يعاني السكان من أوضاع إنسانية صعبة بعد نحو 9 أشهر من الحرب المستمرة وتضاؤل الأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والتوصل لصفقة تبادل الرهان. هذا الغضب يتصاعد بشكل ملحوظ مع استمرار الأزمات اليومية التي يواجهها الفلسطينيون في القطاع.
وعاد رئيس الموساد، ديدي برنيع، مساء الأحد من اجتماعه مع الوسطاء في روما، حيث ناقش الطرفان العرض الإسرائيلي المعدل بشأن الاتفاق المقترح لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار. وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن المفاوضات ستستمر في الأيام المقبلة حول القضايا الأساسية المرتبطة بالاتفاق.
تزايد الانتقادات تجاه حماس
أفادت وسائل الإعلام بأن آلاف الفلسطينيين فروا يوم الإثنين إلى مدينة دير البلح في وسط قطاع غزة، هربًا من أوامر إسرائيلية بإخلاء مخيم البريج شمال شرق المدينة. ويعاني هؤلاء النازحون من تكدس أعداد هائلة في مناطق مكتظة، مما يعكس حجم الأزمة الإنسانية التي يعيشها القطاع.
ومع مرور الوقت، بدأ الفلسطينيون في غزة بتحويل جزء من غضبهم من إسرائيل إلى حركة حماس، التي يلومها البعض على الصراع الدامي الذي دمر حياتهم. وقد أظهر استطلاع للرأي أجري في مارس/آذار الماضي أن الدعم لحماس تراجع من 43% إلى 34% في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024، حسبما أفاد المركز الفلسطيني.
استياء فلسطيني متصاعد
يبدو أن الغضب في القطاع يتركز بشكل كبير حول توقف محادثات وقف إطلاق النار، حيث تصر حماس على هدنة دائمة وانسحاب إسرائيل الكامل من غزة قبل التفاوض بشأن تسليم أي رهائن.
وتقول أم فادي من مدينة رفح، جنوبي القطاع، إن “حماس كان ينبغي عليها توقع رد فعل إسرائيل والتفكير في ما سيحدث لـ 2.3 مليون من سكان غزة الذين ليس لديهم مكان آمن يذهبون إليه”. وتضيف، “أدعو الله كل يوم أن يعاقب من أوصلنا إلى هذا الوضع”.
فداء زايد، كاتبة من شمال غزة، تعتقد أن حماس تتجنب التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار لأنها لا تريد الاعتراف بالهزيمة. في الوقت نفسه، يعبر المواطنون عن استيائهم من استمرار الأوضاع المأساوية.
أزمة النزوح والتشتت العائلي
الانتقال من غزة أصبح مرتبطًا بفرص ضئيلة، مما يجعل الكثيرين في حالة من التشتت العائلي. على سبيل المثال، انقسمت عائلة فؤاد، وهي عائلة غنية ذات علاقات جيدة، إلى قسمين: الجدة والأم وابنتيها غادروا القطاع، بينما قرر الأب البقاء للإشراف على الأعمال العائلية. وتكشف هذه الحالة عن التحديات التي يواجهها الفلسطينيون في محاولة الهروب من الواقع الصعب في غزة.
النظرة المستقبلية والتحديات القادمة
في ظل الوضع الحالي، تتلقى وسائل الإعلام طلبات كثيرة للمساعدة في رسم “اليوم التالي” في قطاع غزة. يتساءل البعض عن المستقبل في حال تم القبض على القيادات العليا لحماس أو القضاء عليها. بينما يشير آخرون إلى أن حماس ليست مجرد تنظيم، بل فكرة راسخة، مما يجعل من الصعب تصور عدم استمرارها في إدارة القطاع.
تظل الأضرار النفسية الناجمة عن الحرب أمرًا مهمًا، حيث يعاني الفلسطينيون من اكتئاب وحزن عميق. من الضروري التفكير في كيفية تربية الأطفال ورعاية المسنين في ظل هذه الظروف الصعبة، مع أمل أن يأتي يوم يتحسن فيه الوضع وتستقر الحياة في غزة.
في الختام، يبقى الوضع في غزة معقدًا ومشحونًا، حيث يواجه الفلسطينيون تحديات إنسانية هائلة ويعبرون عن استيائهم من قيادة حماس وسط ظروف صعبة تتطلب حلولًا عاجلة وتعاونًا دوليًا جادًا.