مستقبل الأحواز ومدي قدرته على التغلب على السيطرة الإيرانية
في ظل هذه الأوضاع، التي تعيشها الأحواز والشعب الأحوازي، والبيئة الصراعية الإقليمية والدولية التي تعيشها دولة الاحتلال الإيراني في هذه المرحلة، ومدى قدرة الاحواز على التغلب على التوجهات الإيرانية للسيطرة عليه ضمن مناطق احتلاله فى المنطقة العربية.
وواقع الأمر أن الشعب الأحوازي يعد من أكثر الشعوب الذي يسعى إلى الهروب من سيطرة الاحتلال الإيراني، والاتحاد مع القومية العربية وخاصة دول الخليج، ويرجع ذلك إلى أسباب عدة من بينها وجود نقاط كثيرة مشتركة مع الدول المجاورة لدولة الأحواز، أهمها العرق، والمعاناة التي يعيشها الشعب الأحوازي في ظل وجوده تحت سيطرة إيران.
هذا بالإضافة إلي أن البيئتين الإقليمية والدولية الصراعيتين المحيطتين بإيران، وسياسات إيران التدخُّلية التي استنزفت إمكانيات الدولة الاقتصادية، وشغلتها عن التنمية الداخلية؛ ولاسيما في الأحواز.
وقد أضعف توسعات إيران على حساب اقتصاد الأحواز قدرات الدولة المركزية، وزادا من طموحات الشعب الأحوازي ومساعيه للتحرر من سطوة الدولة الفارسية، وذلك حسب سُنة التاريخ الإيراني، الذي يفترض دوماً أنه في حال ضعف الدولة المركزية ازداد طموح الشعوب للتحرر.
وتحاول دولة الاحتلال التغلب على هذه العوامل، والحد من طموحات الشعزب المحتلة، ومنها الشعب الأحوازي، من خلال إثارة النزاع بين الشعوب المحتلة الأمر الذي عاد بفائدة كبيرة على الدولة الفارسية في أوقات سابقة.
كما تعمل إيران الآن مفاقمة التوترات بين مكونات الشعب في الأحواز،ومحاولة تفجيره على غرار استراتيجية إيران في العراق وفي أفغانستان وباكستان، وإثارة الخلافات القومية بين الشعب العربي في الأحواز والشعوب الأخرى المحتلة مثل البلوش.
وما تراهن عليه سلطات خامنئي الآن هو حالة التفكك التي يعاني منها الأحواز، والتي لم تصل إلى مرحلة من شأنها تغيير المعادلة على الأرض؛ ما يجعلها ضعيفة أمام سطوة سلطات إيران، وهذا مااكدته العديد من الآراء والدراسات الاحوازية.