ليلة مضطربة في البرز وطهران: زلزال وعاصفة يضربان المنطقتين ويخلفان أضراراً وإصابات

عاشت محافظتا البرز وطهران ليلة سبت عصيبة إثر زلزال بقوة 4 درجات على مقياس ريختر ضرب منطقة ماهدشت بمحافظة البرز، تزامناً مع هبوب عاصفة شديدة تسببت في إصابة سبعة أشخاص في محافظة طهران.

وأعلن مركز رصد الزلازل الإيراني أن الهزة الأرضية وقعت مساء السبت ، على عمق 8 كيلومترات بالقرب من مدينة ماهدشت الواقعة على الحدود بين المحافظتين. وتسبب الزلزال، بالإضافة إلى حالة الهلع بين السكان، في أضرار متفرقة شملت انقطاع التيار الكهربائي وحرائق في بعض المناطق.

وحذر مهدي زارع، رئيس قسم الزلازل في مركز بحوث الطرق والإسكان وتطوير المدن، من خطورة موقع الزلزال الذي يقع عند تقاطع صدعي اشتهارد وماهدشت النشطين، معتبراً هذا الحدث “تحذيراً خطيراً” بشأن النشاط الزلزالي لهذه الصدوع. ودعا المواطنين إلى البقاء في أماكن آمنة لعدة ساعات تحسباً لوقوع هزات ارتدادية.

في المقابل، أعلن رئيس منظمة الفضاء الإيرانية، حسن سالاريا، عن سلامة المعدات والبنية التحتية لقاعدة ماهدشت الفضائية عقب الزلزال، مؤكداً إرسال فرق فنية وأمنية فور وقوع الهزة لإجراء عمليات التفتيش اللازمة.

كما شهدت محافظة البرز بالتزامن مع العاصفة اندلاع حريقين منفصلين. وأفاد حسين عاشوري، المدير التنفيذي لإدارة إطفاء فرديس، باندلاع حريق في مبنى مجاور لمنصة النفايات بالقرب من محطة كهرباء منتظر قائم، حيث انتشر بسرعة بفعل الرياح القوية وغطى حوالي ألفي متر مربع، مرجعاً السبب إلى “إهمال الشخص المتواجد في المبنى”. ورغم تداول مقاطع فيديو تزعم نشوب حريق في محطة الطاقة نفسها، نفت وسائل إعلام محلية ذلك وأكدت أن الحريق اقتصر على محيط المحطة.

وفي مدينة نزار آباد، أعلن المحافظ قدرة الله شميراني عن السيطرة على حريق آخر اندلع في وحدة لضغط الكرتون و12 وحدة نفايات مجاورة، مشيراً إلى وقوع الحادث بالتزامن مع العاصفة وعدم وقوع إصابات، حيث تم إرسال فرق الإطفاء من مناطق مختلفة لإخماد النيران.

كما تسببت العاصفة القوية في انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي في أجزاء من محافظة البرز. وأوضح المدير التنفيذي لشركة توزيع الكهرباء في المحافظة أن عاصفة بلغت سرعتها حوالي 100 كيلومتر في الساعة ألحقت أضراراً بالبنية التحتية للكهرباء في مدن سافجبولاغ وفارديس وشارباغ، مؤكداً تحرك الفرق الفنية بسرعة لإصلاح الخطوط وإعادة التيار خلال ساعات قليلة.

وقد عبر مواطنون من مختلف مناطق محافظة البرز عن قلقهم عبر مقاطع فيديو تم تداولها على وسائل الإعلام، تحدثوا فيها عن انقطاع التيار الكهربائي وسماع أصوات انفجارات واهتزاز الأرض، مما أثار تساؤلات حول جاهزية البنية التحتية الحضرية لمواجهة مثل هذه الكوارث الطبيعية المتزامنة.

وفي ضوء تزامن الزلزال والعاصفة وما تبعهما من أحداث في محافظتي البرز وطهران، حذر خبراء من تزايد خطر الكوارث المشتركة وضرورة تعزيز إدارة الأزمات، بينما لا يزال العديد من المواطنين يشعرون بالقلق إزاء احتمال وقوع هزات ارتدادية أو عواصف جديدة في الأيام المقبلة.