قنصلية فارسية بحلب.. الاحتلال الإيراني يتمدد في سوريا
واصلت دولة الاحتلال الفارسي تغولها في سوريا من خلال افتتاح قنصلية لطهران في مدينة حلب السورية في إطار توسيع التعاون في عدة مجالات بين النظام السوري وحكومة الملالي.
ونقلت وكالة الأنباء الفارسية الرسمية إرنا عن وزير خارجية الاحتلال الفارسي، محمد جواد ظريف، قوله إن فتح القنصلية في مدينة حلب السورية جاء بموافقة الرئيس السوري بشار الأسد، لتكون خطوة في طريق “توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والثقافي والتجاري بين البلدين”.
ويجري ظريف زيارة إلى دمشق التقى خلالها الرئيس السوري، ونظيره فيصل المقداد، مشيراً إلى أنه جرى التباحث حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.
وشهدت مدينة حلب مؤخراً زيارة لوفد اقتصادي فارسي يضم رجال أعمال ومسؤولين في مليشيا “الحرس الثوري” الإرهابية، والتقى الوفد خلال الزيارة بمسؤولين في غرفتي التجارة والصناعة وفرع “حزب البعث” في حلب، وعدداً من قادة الميليشيات الإيرانية في المدينة والضواحي القريبة.
يبدو أن الزيارة الأخيرة للوفد الفارسي إلى حلب أكثر أهمية مقارنة بالزيارات السابقة وذلك من ناحية المكاسب التي من الممكن تحقيقها، فخلال السنوات الأربع الماضية طرأت مجموعة من المتغيرات على المشهد الاقتصادي المتعثر وبمختلف قطاعاته في حلب، أهمها هيمنة مجموعة من التجار المقربين من إيران على غرفة التجارة ومجلسها، ولهؤلاء بطبيعة الحال الهيمنة الكاملة على علاقات الإنتاج والنقل والتحكم بتجارة المواد الأولية (الخام)، كما تعرضت البنية التقليدية للمجتمع الاقتصادي في المدينة لضغوط عديدة أقصت أبرز رجالاتها، وتسببت في إفلاس آخرين، واعتقال وطرد من تبقى منهم لتخلو الساحة لطبقة التجار ورجال الأعمال الجدد.
كل ما سبق يمكن إدراجه في إطار العوامل التي ستسهل على طهران التمدد الاقتصادي في حلب بعد أن تحولت أسواقها إلى واحدة من الخيارات المحدودة التي من الممكن للتجار الاستفادة منها في تأمين المواد الخام وقطع الغيار وأسواق التصريف باعتبارها دولة مارقة لا تلتزم بالعقوبات المفروضة على نظام الأسد ولديها تحكم كبير في طرق التهريب والتجارة الممنوعة بين دول المنطقة التي تتصل بها براً عبر طرق استراتيجية يجري العمل الآن على تأمينها وتثبيت السيطرة على جانبيها.