قتلت كونها أحوازية.. مأساة ناشطة عربية على يد مليشيا خامنئي
تواصل سلطات الاحتلال إجرامها تجاه الأحواز حيث عُثر على جثة الاشطة الأحوازية عاطفة نعامي البالغة من العمر 37 عامًا، في شقتها في حي العازمية بمدينة كرج بالقرب من عاصمة الاحتلال،بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من اختفائها.
تم العثور على جثتها مغطاة ببطانية على شرفة الشقة، بخرطوم مطاطي متصل بصمام الغاز الرئيسي الموضوع بالقرب من فمها ،وكانت الجثة هناك لمدة أسبوع على الأقل.
وبعد أن أعاد عناصر مليشيا خامنئي جثمانها إلى الأحواز ، دُفنت في مقبرة بهشت أباد، ولم يُسمح سوى لعدد قليل من أفراد الأسرة بالتواجد، ومنع عائلتها من إقامة العزاء.في حين لم يصدر تقرير مفصل عن سبب وفاة عاطفه نعامي .
ويعيش شقيقها محمد أمين نعامي ، في المنفى في النمسا ،والذى بدوره أكد أنه لا يشك على الإطلاق في أن أخته قد اختطفت وعُذبت حتى الموت من قبل مليشيا النظام الذين تخلصوا بعد ذلك من الجثة في محاولة خرقاء لجعل موتها يبدو وكأنه انتحار.
وقال محمد فى تصريحات صحفية “لقد تم تنظيمه بشكل واضح للغاية، مضيفًا أن أخته كانت لا تميل إلى الأفكار أو المشاعر الانتحارية، تمتلك عاطفه كانت مليئة بالحياة وتعمل بلا كلل لرفع الوعي الدولي ودعم الاحتجاجات المستمرة المناهضة للنظام التي تجتاح إيران منذ سبتمبر، وكانت تتابع وتكتب بشغف التظاهرات في كرج وأماكن أخرى، وكذلك عن استهداف النظام الوحشي لزملائها من النشطاء الأحوازيين، مع قيام النظام بقمع شديد بشكل خاص ضد العرب الأحوازيين وغيرهم من المتظاهرين والناشطين من الشعوب غير الفارسية بسبب انتمائهم العرقي .
تخرجت عاطفة من جامعة آزاد بدرجة في الهندسة المعمارية ، كانت نشطة ومستقلة انتقلت من منطقة الأحواز العربية إلى كرج للعمل ومتابعة الدراسات العليا وكات مشهورة بين أفراد العائلة والأصدقاء لتفانيها في قضايا العدالة ومساعدة الآخرين.
وكانت الشهيدة الأحوازية متحمسة في نقاشاتها حول العدالة الاجتماعية وطالبت تمكين نساء الأحواز العربية المحتلة وكذلك الكرد والبلوش المهمشات اللواتي يتعرضن للقمع المزدوج.
في حين أن عطفة هي أول امرأة أحوازية قتلت على يد النظام لدعمها لموجة الاحتجاجات الحالية المتشرة فى عموم دولة الاحتلال.
وأشار شقيقها إلى أن عطفة ليست الأولى التي قتلت علي يد النظام الإيراني، والتى حاول النظام بتمرير موتهم على أنه انتحار، كما أجبر النظام بعض أفراد عائلات ضحاياه على اعترافات قسرية مكتوبة بتحكي كيف مات أحبائهم بالسقوط من ارتفاع أو الانتحار بطريقة أخرى.
وأشار محمد إلى أن آخر مرة تحدثت فيها أخته مع أفراد الأسرة في 17 نوفمبر / تشرين الثاني.ثم اعتقد أهلها أن قلة الاتصال قد تكون بسبب سياسة النظام المتمثلة في فرض تعتيم الإنترنت والهواتف المحمولة في جميع أنحاء دولة الاحتلال.
وأشار شقيق عطفة إلى أنه حتى جماعات حقوق الإنسان بعاصمة الاحتلال التي أبلغت عن وفاتها قد أغفلت أي ذكر لهويتها الأحوازية ، على الرغم من أن هذا كان عنصرًا تكوينيًا في نشاطها ونظرتها للعالم. وأشار إلى أن محو هويتها العربية الأحوازية مثل غيرها من النشطاء الأحوازيين امتد حتى إلى نطق اسمها بالطريقة الفارسية وليس بلغتها العربية.
أعرب محمد عن أسفه لحقيقة أن أخته قد أُجبرت على الابتعاد عن الأحواز بسبب التمييز ضد العرب في التوظيف في المنطقة وتوافر المزيد من الفرص التعليمية في المناطق ذات الغالبية الفارسية ، مشيرًا إلى استمرار إلى إدانة العنصرية التي يواجهها الأحواز في المجتمع الفارسي.
كما أعرب عن إحباطه من عدم ت التركيز علي الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان التي يتعرض لها يوميا الأحواز والأكراد والبلوش.
وأضاف أن هذه الوسائل الإعلامية والوكالات غالباً ما تستمع فقط لجماعات المعارضة الإيرانية التي قال إنها تكرر تعصب النظام تجاه الشعوب غير الفارسية، مؤكداً أن عروبة شقيقته كانت على الأرجح عاملاً حاسماً في قرار قتلها ولم يكن هذا من قبيل الصدفة”، قائلا “أنا متأكد من أنها قتلت بعد أن اكتشفوا أنها عربية أحوازية”.