عكس النظام الإيراني
فريد أحمد حسن
هنا صيغتان لخبر عن وفاة متظاهر تبثهما الفضائيات السوسة الإيرانية وتلك التي تمول من قبل النظام الإيراني، الأولى «مقتل متظاهر خلال أعمال شغب شهدتها خوزستان»، والثانية «استشهاد متظاهر برصاص قوى الأمن خلال فضهم بالقوة مظاهرة سلمية في….»، ولك أن تضع مكان النقط اسم أي بلد يتخذ منه النظام الإيراني موقفاً.
وفاة متظاهر خرج للمطالبة بحقوقه في أي مدينة أو قرية إيرانية يختلف عن وفاة المتظاهر في البحرين أو السعودية أو أي دولة مدون اسمها في قائمة أعداء النظام. ورغم فقدان كلا المتظاهرين حياتهما إلا أن الأول قضى «قتيلاً وغير مأسوف عليه»، والثاني «نال الشهادة وضمن الجنة» ! ولولا متبقى من الخجل لنعتت تلك الفضائيات ذلك «القتيل» بما لا يليق واعتبرته خطوة نحو «تطهر العالم وتحرره» تستوجب إطلاق الزغاريد.
هكذا هو كيل النظام الإيراني، وهكذا هم الذين باعوا أنفسهم له، لهذا قد تكتفي تلك الفضائيات ببث خبر وفاة الشاب في خوزستان مثلاً وبتلك الصيغة مرة واحدة ولا تضمنه نشراتها التالية، بينما تعيد نشر وبث خبر وفاة الآخر مرات ويتم تناوله بالتفصيل في برامج عديدة يتم صنعها في الحال غايتها القول بأن قوى الأمن في غير إيران متوحشة ولا تتردد عن قتل المتظاهرين الذين «كل ذنبهم أنهم خرجوا للتعبير عن رفضهم لقرار أو موقف أو للمطالبة بحق من حقوقهم»، وكأن الذين يتظاهرون في مدن وقرى إيران منذ أكثر من أربعين سنة يتظاهرون للتسلية.
المعتمد لدى تلك الفضائيات ومختلف وسائل الإعلام والتواصل التابعة للنظام الإيراني هو التقليل من شأن كل أمر يحصل للآخر بل عدم اعتباره خبراً وعدم بثه أو نشره إلا اضطراراً، واعتبار كل ما يحصل لمن هو محسوب على النظام في الداخل أو الخارج أمراً خطيراً يستوجب الاحتجاج وينبغي تناوله في برامج غايتها الترويج لفكرة أن الآخر متوحش ومسيء لحقوق الإنسان.. عكس النظام الإيراني!