أهم الأخبارمقالات

عادت سوريا إلى جامعة الدول العربية، فماذا تقول ايران؟

طوني فرنسيس

منذ سنوات اعتبرت إيران نفسها منقذاً للنظام من المؤامرة الكونية التي استهدفته وكانت دول عربية في رأس قائمة المتآمرين على قول قادة طهران.

وبُعيد انطلاق البحث الخليجي- العربي بإعادة التواصل مع دمشق نشطت القيادة الايرانية لحصر النتائج في دائرة مصالحها.

رحّبت بالتواصل بين الدول العربية والنظام واعتبرته انتصاراً لعنصر في محور الممانعة وللمحور كله، ولم تُعِر بالاً للمشروع العربي المتكامل في التعاطي مع سوريا وازمتها ومستقبلها، هذا المشروع الذي تمّ انضاجه منذ الورقة الأردنية في 2021 ثم في “دبلوماسية الزلزال” وصولاً إلى اجتماع جدة ومقررات لقاء عمان بشأن سوريا.

في البيان الختامي الصادر عن مباحثات الرئيسين ابراهيم رئيسي وبشار الأسد بدت وجهة نظر طهران هي الغالبة، ولم يظهر أثر مشروع الاحتضان العربي لسوريا.

خلا البيان ونقاطه الـ15 من أي إشارة إلى ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية، ومن أي تذكير بالقرار 2254. حتى أنّه لم يتحدث عن مشاورات استانا بشأن حل الأزمة ودور روسيا وتركيا فيها، رغم أنّ استانا تحاول أن تشكل بديلاً عن جهود الأمم المتحدة والمجموعة العربية.

لم يتحدث البيان عن مبادرات جدة وعمان التأسيسية، واكتفى بالترحيب بـ”التواصل البنّاء بين سوريا والدول العربية”، متمسكاً بـ”العلاقات الأخوية والاستراتيجية” بين طهران ودمشق.

كان يمكن تضمين البيان إشارات إلى الجهد العربي تجاه التسوية في سوريا، إلا أنّ ذلك لم يحصل، وبدت إيران حريصة على ضمان إلحاق سوريا أكثر بكثير مما هي معنية بخلاصها من أزمتها الوطنية.

أرادت إيران عبر زيارة رئيسي التأكد من أنّ الحكم في سوريا لا يفكر في الخروج من دائرة نفوذها السياسي وغلّفت زيارة رئيسها بكلام ضخم عن التعاون الاقتصادي أثار استغراب المحللين الإيرانيين.

كشف هؤلاء أنّ حصّة إيران من السوق السورية لا تتلاءم مع حجم تدخلها العسكري ورغم مذكرات التعاون الموقعة بين الطرفين. هي لا تتجاوز 3 في المئة وأقل بكثير من حصة تركيا العدوة، وعلى ما قال الكاتب الإيراني محمود نظر ابادي في صحيفة “شرق” الإيرانية فإنّ “زيارة رئيسي إلى دمشق تتعلق بالجوانب السياسية والعسكرية والأمنية، ولا تشمل المجالات الاقتصادية والتجارية، فإمكانات طهران الاقتصادية بسبب العقوبات باتت معدومة”.

لقد ظهر أنّ البيان السوري الإيراني جاء بمثابة رد مسبق على المبادرة العربية تجاه دمشق، ويبدو أنّ استجابة الأخيرة للمبادرة العربية ستبقى مكبلة بالعطف الأخوي الإيراني الذي يصعب الفكاك منه أقله في المرحلة القريبة المقبلة.

* نقلا عن  نداء الوطن 

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى