
عادات رمضان في الأحواز: من القرقيعان إلى الموائد التراثية
تتشكل هوية شهر رمضان المبارك في دولة الأحواز العربية المحتلة، من خليط فريد يجمع بين التقاليد العربية الأصيلة والموروث الثقافي العربي الأحوازي، حيث تحتفظ العائلات الأحوازية بعادات مميزة تبدأ مع استقبال الشهر الكريم وتستمر حتى وداعه.
طقوس الأحوازيين
وتعكس طقوس الأحوازيين في رمضان عمق الانتماء الوطني والاجتماعي لأبناء الشعب العربي الأحوازي، بدءًا من تنظيف البيوت تحضيرًا للشهر الفضيل وصولاً إلى احتفالات “القرقيعان” التي أدرجتها منظمة التراث الثقافي الأحوازية ضمن قائمتها للتراث غير المادي.
تشهد مدن الأحواز حركة نشطة خلال النصف الثاني من شعبان، حيث يعتقد الأهالي أن تنظيف المنازل والمساجد يرمز إلى التطهير الروحي.
ويقول الحاج أبو حسن، أحد شيوخ المنطقة: “ننظف بيوتنا كما ننظف قلوبنا من الأحقاد استعدادًا لاستقبال ضيف الله الكريم”.
وتنتشر فرق تطوعية لطلاء جدران المساجد وتزيين الشوارع بالأعلام والزينات الرمضانية، بينما تتسابق النساء في إعداد المخزون الغذائي من التمور والبقوليات.
مائدة الإفطار: لوحة فنية من الأطباق التراثية
تتحول الموائد الأحوازية إلى معرض للوصفات التاريخية التي تناقلتها الأجيال، حيث تحتل أطباق مثل “المجبوس” و”الهريس” موقع الصدارة، إلى جانب حساء “العديد” الذي يُطهى بخلطة سرية من البهارات.
أحد سكان مدينة الأحواز يشرح طقوس الإفطار في شهر رمضان، حيث يروي بداية الوجبة بشرب ماء ساخن يُعرف بـ “كنداق”، وقليل من الشوربة أو التمر، بعد سماع الآذان.
تشرح أم محمد (60 عامًا) وهي تعدّ طبق “المحمّر” التقليدي: “هذه الأكلات ليست مجرد وجبات، إنها ذاكرة أجدادنا التي نحافظ عليها عبر السنين”.
قرقيعان: عندما يتحول الأطفال إلى سفراء للبهجة
يصل حماس الأطفال ذروته مع منتصف الشهر الكريم، حيث تتحول الأزقة إلى مسرح لطقس “القرقيعان”.
ويصطف الصغار مرتدين الملابس المزركشة حاملين أكياسًا قماشية مطرزة، يطرقون الأبواب مرددين الأناشيد التقليدية مثل: “قرقيعان وقرقيعان.. الله يعطيكم رضعان”.
تعلق أم علي (35 عامًا) وهي توزع الحلويات: “هذه العادة تعلم الأطفال معنى العطاء دون انتظار المقابل.
أناشيد الأجداد تعلو مجدد
تحمل الأهازيج الشعبية التي يرددها الأطفال دلالات عميقة، فكلمة “القرقيعان” نفسها تعود إلى اللهجة العربية القديمة بمعنى “قرع الأبواب”.
يحرص كبار السن على تعليم الأجيال الجديدة النصوص التراثية التي تحتوي على دعوات للخير والبركة، مع إضافة ألحان موسيقية تعزف على الدفوف التقليدية.
مهرجان تستر الرمضاني يبرز الهوية العربية للأحواز
ويعدّ مهرجان تستر الرمضاني من أهم الأحداث الثقافية في الأحواز العربية، حيث تُقام سنويًا في مدينة تستر، إحدى أهم مدن الأحواز العربية، ويستقطب هذه المهرجانات أعدادًا كبيرة من الزوار من مختلف أنحاء الأحواز.
ويهدف مهرجان تستر الرمضاني إلى إحياء التراث العربي في الأحواز، حيث تُقام العديد من الفعاليات في هذه المهرجانات التي تُبرز التراث العربي الأصيل للأحواز، مثل الشعر العربي، والعروض الفولكلورية والحرف اليدوية.
وكذلك تعزيز الهوية العربية للأحواز حيث تُساهم هذه المهرجانات في تعزيز الهوية العربية للأحواز، وتأكيد انتماء الأحواز إلى العالم العربي.