
طقوس الإفطار والسحور في الأحواز أول يوم رمضان
تشهد قرى ومدن الأحواز في أول يوم من شهر رمضان المبارك تناغما ثقافيا ودينيا يعكس التقاليد العربية الأصيلة الممزوجة بالخصائص المحلية.
وتجلت طقوس هذا الشهر الكريم في شكل احتفالات اجتماعية وعبادات يومية تشدد على أهمية الهوية الثقافية والدينية، في حين تبرز العادات والأنشطة الرمضانية التي تمثل جزءا أساسيا من الحياة اليومية في المنطقة.
تنظيف البيوت والمساجد
قبل بدء شهر رمضان، يقوم الأحوازيون بحملة تنظيف شاملة لبيوتهم ومساجدهم، وهي عادة متأصلة لديهم.
ويعتبر هذا التنظيف طقسا تطهيريا لقلوبهم من آثار الذنوب استعدادا لاستقبال شهر الطاعات.
كما يظهر هذا الاهتمام الشديد بنظافة المنازل والمساجد رمزية خاصة في التعبير عن النقاء الروحي والتجهيز للعبادات اليومية.
تحضير المواد الغذائية
وفي نفس السياق، يحرص على تحضير المواد الغذائية الأساسية التي يتم تناولها خلال الشهر الكريم. يتصدر التمر والدقيق والحلويات الرمضانية قائمة الأطعمة التي تعد خصيصا لهذه المناسبة.
وخلال شهر رمضان تصبح الزيارات العائلية جزءا لا يتجزأ من التحضيرات حيث يقوم أصغر الأفراد بزيارة أكبرهم في اليوم الثاني من رمضان كتعبير عن الترابط الأسري والتواصل بين الأجيال.
طقوس الإفطار والسحور
مع غروب الشمس، تجتمع العائلات الأحوازية حول موائد الإفطار المليئة بالأطباق التقليدية.
يبدأ الإفطار بشرب “الكنداق”، وهو ماء ساخن يعتقد أنه يساعد في تهيئة المعدة لاستقبال الطعام بعد يوم طويل من الصيام.
تتنوع المأكولات على مائدة الإفطار، حيث تشمل الخبز الطازج مع الجبن والخضروات.
كما تحضر بعض الأطباق الرمضانية الشهيرة، الكبة الأحوازية والتشریبة والثرید، و“المفطح” بالإضافة إلى الحلويات مثل الزلابية.
السحور: وجبة محورية قبل الفجر
يحرص الأحوازيون على تناول وجبة السحور المتأخرة حيث تشمل عادة الأرز مع اللحم، وهي وجبة دسمة تساعدهم على تحمل ساعات الصيام الطويلة. يفضلون تأخير هذه الوجبة بشكل خاص لتجنب الإحساس بالعطش خلال النهار.
أحد أبرز ما يميز أول يوم من رمضان في الأحواز هو ممارسة روح التعاون بين أفراد المجتمع. ففي العادة، تقوم كل عائلة بتقديم جزء من وجبة الإفطار إلى الجيران، هذه العادة تعزز من قيم التكافل الاجتماعي، حيث تهتم العائلات بتوزيع الطعام وتقديم المساعدة للفقراء والمحتاجين.