سيطرة إسرائيل على معبر رفح تضع حماس والسنوار على حافة النهاية
اعتبر مراقبون أن سيطرة إسرائيل على معبر رفح، سوف يؤدي إلى تتضاءل الفرص المتاحة لقائد حماس في قطاع غزة يحيى السنوار يومًا بعد يوم، ومنذ نصف سنة، يركز السنوار ومن حوله على مصالحهم الشخصية على حساب شعب غزة الذي يدفع الثمن باهظًا.
وحمل المراقبون حماس والسنوار يتحملون المسؤولية الكاملة عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها السكان في غزة، بما في ذلك النزوح القسري، وارتفاع معدلات الفقر، والمعاناة المستمرة.
السنوار يتحمل الجزء الأكبر من اللوم عن فشل المفاوضات التي أدت إلى دخول الجيش الإسرائيلي إلى منطقة رفح، وهذه المنطقة كانت المكان الوحيد الذي كان فيه السكان يأملون في حياة أفضل وأكثر استقرارًا.
ويوجد في رفح أكثر من مليون فلسطيني، فروا من مناطق أخرى في القطاع، ويعيشون في خيام مكتظة قرب الحدود المصرية.
في سياق متصل، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا يوم الاثنين، داعيًا سكان مناطق شرقي رفح إلى المغادرة إلى منطقة المواصي، وذلك إضافة إلى توفير خرائط الإخلاء.
وجاء في البيان: “نداء عاجل إلى كل السكان والنازحين في منطقة بلدية الشوكة وبالأحياء – السلام الجنينة، تبة زراع والبيوك في منطقة رفح بالبلوكات: 10-16، 28، 270”.
وفقًا لمصدر مصري رفيع المستوى لقناة “القاهرة الإخبارية”، أشار إلى أن قصف مسلحي حركة حماس لمعبر كرم أبو سالم “أثر سلبًا على سير مفاوضات الهدنة”.
وأكد المصدر نفسه أن “الوفد الأمني المصري يعزز جهوده للتهدئة والتصدي للتصعيد الحالي بين الطرفين (حماس وإسرائيل)”.
من جانبه قال الإعلامي المصري أحمد موسي، إن عودة جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى معبر رفح الفلسطيني يمثل تمثيلية كاملة للخيانة التي ارتكبتها حركة حماس وقائدها في غزة يحيي السنوار.
وأوضح موسي ، على منصة “إكس” أن الاحتلال انسحب من المعبر في عام ٢٠٠٥، لكنه عاد الآن ورفع علمه على أرض فلسطين، ما يعتبر عارًا على الحركة الفلسطينية.
وأكد موسي أن حماس والسنوار كانا السبب الرئيسي في عودة دبابات الاحتلال إلى مناطق لم يدخلوها منذ سنة ٢٠٠٥، معتبرًا أن جرائم الاحتلال مستمرة في سياستهم القائمة على الابادة وتنفيذ مخططهم الرامي إلى السيطرة على غزة بالكامل.
وختم موسي تصريحه بالقول: “ما حدث هو عنوان رئيسي لخيانة حماس والسنوار، حيث سلموا القطاع والشعب الفلسطيني لجيش الاحتلال، وهذه خيانة للقضية ولفلسطين وأهلها”.
كما كشف المحلل السياسي والخبير الجزائري أنور مالك ان تلقيه رسائل من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة تدعو إلى محاكمة قادة حركة حماس بعد انتهاء الحرب.
وتساءل مالك على منصة “إكس” ” ماذا جنت القضية الفلسطينية من جريمة السابع من أكتوبر؟ ماذا تحقق بعد عدة أشهر من طوفان الدم والدمع؟ ماذا استفاد أسرى فلسطين من خطف رهائن إسرائيليين؟”.
ولفت إلى أن وقف إطلاق النار هو أمر ملح وضروري يجب التركيز عليه، ولكن بمجرد انتهاء الصراع، ينبغي أن تكون الأولوية الرئيسية هي محاكمة قادة حماس، سواء من الداخل أو الخارج، بمن فيهم يحيى السنوار وإسماعيل هنية وخالد مشعل وخليل الحية وغيرهم، ومحاكمة كل المتورطين في الحرب التي أسفرت عن مقتل أكثر من أربعين ألف فلسطيني، وإصابة مئات الآلاف، وتسببت في دمار شامل لقطاع غزة.
وأوضح أن الشعب الفلسطيني دعا إلى تشكيل محكمة دولية للتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبت في عملية السابع من أكتوبر، ومحاسبة المسؤولين عنها أمام العدالة الدولية.
من جانبه قال مسؤول الشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، الأربعاء، إن الصراع في غزة يمر بمنعطف حرج آخر.
وأضاف عبر منصة إكس، أن القرارات التي يتم اتخاذها اليوم وعواقبها على المعاناة الإنسانية سوف يتذكرها الجيل القادم، وعلينا أن نكون مستعدين لتوبيخاتهم.
وتابع غريفيث قائلا “إن أوامر الإخلاء الأخيرة التي أصدرتها إسرائيل وعملياتها البرية ستزيد من الموت والتشريد”،
وأشار مسؤول الشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في الأمم المتحدة إلى ضرورة أن يكون لدى أولئك الذين يقومون بالإخلاء الوقت الكافي لذلك، بالإضافة إلى تأمين طريق آمن ومكان للذهاب إليه.
وحول معبر رفح، أوضح أن إغلاق المعبر يمنع حركة المساعدات ووصول الوقود والموظفين من وإلى غزة.