دور المشاعل الغازية والوقود الثقيل في تدهور جودة الهواء بالأحواز
تعتبر منطقة الأحواز، واحدة من أكثر المناطق تلوثًا في العالم. تقع هذه المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية، وتحتوي على احتياطيات ضخمة من النفط والغاز، مما يجعلها مركزًا صناعيًا حيويًا.
ومع ذلك، فإن الثروات الطبيعية لم تُترجم إلى تحسين نوعية الحياة للاحوازيين ، بل أدت إلى تفاقم مشاكل التلوث البيئي.
مصادر التلوث
تشير التقارير إلى أن المشاعل الغازية النفطية، التي يُقدر عددها بنحو 50 في الأحواز، تُعتبر من أكبر مسببات تلوث الهواء.
بالإضافة إلى ذلك، يُستخدم الوقود الثقيل “المازوت” في محطات الطاقة، مما يسهم في رفع معدلات التلوث الهوائي.
كما تساهم عمليات حرق مزارع قصب السكر في زيادة انبعاث الدخان والملوثات الضارة، مما يؤثر بشكل مباشر على صحة الأحوازيين .
الأثر على السكان
تعيش المجتمعات المحلية في الأحواز تحت وطأة تلوث الهواء والماء، مما أدى إلى زيادة معدلات الأمراض التنفسية والجلدية.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الأحواز يُصنف ضمن أكثر المناطق تلوثًا على مستوى العالم، حيث يعاني السكان من آثار التلوث بشكل يومي.
رغم خطورة الوضع البيئي، إلا أن سلطات الاحتلال الإيراني لم تتخذ خطوات فعالة لمعالجة هذه المشكلة. بل إن المشاريع الصناعية الكبرى التي تُقام بالقرب من المناطق السكنية تتم دون مراعاة لآثارها السلبية على البيئة وصحة المواطنين. هذا الإهمال أدى إلى تفاقم الأوضاع البيئية في المنطقة.
على الرغم من غنى الأحواز بالموارد، إلا أن سكانها يعانون من الفقر والبطالة.
وتشير التقارير إلى أن سلطات الاحتلال الإيراني لا تخصص ميزانيات كافية لمعالجة مشاكل التلوث أو تحسين البنية التحتية.
كما أن أبناء الشعب الأحوازي يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على فرص عمل مناسبة.
إن معدل التلوث المرتفع في الأحواز يمثل تحديًا كبيرًا للسكان المحليين وللبيئة. يتطلب الوضع تحركًا عاجلاً من الحكومة الإيرانية لتبني سياسات فعالة لحماية البيئة وتحسين جودة الحياة للسكان. يجب أن تكون هناك استجابة شاملة تأخذ بعين الاعتبار حقوق المواطنين واحتياجاتهم الأساسية لضمان مستقبل أفضل للمنطقة.