خامنئي يبثُ فيلماً للدفاع عن صورته الاستبدادية أما الرأي العام
كتب – محمد حبيب
بالوقت الذي تتأهب الأوساط السياسية داخل دولة الاحتلال الإيراني، لترقب الترتيبات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية بكافة الدوائر، إبان الستة أشهر القادمة، وانتظار الجميع مخاض هذه العملية من حيث نوعية الرئيس الجديد وعلاقته بالمرشد، ونمط الحياة القادمة، وغيرها من الأبعاد السياسية المغايرة لذلك، وتبعاً لتوجهات ونوعية كل معكسر داخل أروقة دولة الاحتلال.
ومؤخراً، وضمن هذا السياق الاستباقي للانتخابات الرئاسية، وتحديداً، الخميس الماضي، بث الموقع الرسمي للمرشد، علي خامنئي، وتناقلت البث، القناة الإيرانية الثالثة، و قناة «أفق» التابعة لـ«الحرس الثوري، فيلماً وثائقياً بعنوان “غير رسمي”، تتضمن العديد من اللقطات المذاعة لأول مرة، عن لقاءات غير رسمية قام المرشد بإجرائها مع بشخصيات فنية، حيث تضمنت هذه اللقاءات إفصاح المرشد عن العديد من المواصفات الأساسية التي تروق له بشأن انتخاب حكومة ثورية ، وذلك في السنين الأول من العقد الخامس في عمر النظام، كما شمل الفيلم الوثائقي، مجموعة كبيرة من اللقطات جرت في مكتب خامنئي بعد عام 2008 تجمعه مع عدد من المخرجين والفنانين، تبادلوا خلالها الحديث عن هذا الشأن.
حيث أراد موقع المرشد جراء هذا البث، الإشارة إلى مجموعة الاجتماعات التي قام بها المرشد مع شخصيات تحمل أفكاراً أنماطاً متباينة، تجسد اهتمامه واستماعه عن كثب لهموم هؤلاء ولو بشكل غير رسمي، وهي فيديوهات قديمة لم يتم نشرها من قبل، حيث أشار الموقع أنها جرت بعد عام 2006.
وقد حظي الفيلم بردود أفعال واسعة، تباينت إزائها موجة عارمة من الانتقادات المتعلقة بأساليب إدارة خامنئي لمفردات الحكم بالبلاد على مدار الثلاثين عاماً البائدة، بموازاة قنوات إخبارية موجّهة إلى الإيرانيين، وتتخذ من أوروبا والولايات المتحدة مقراً لها، ورأت الخدمة الفارسية، في هيئة الإذاعة البريطانية، أن التركيز على شخصيات فنية وأدبية وسينمائية، صعد نجمها في حرب الخليج الأولى، يهدف إلى “رسم صورة القائد الواعي والشعبي”، إذا كان من يستهدفهم الفيلم الوثائقي الفئات الموالية للنظام ومَن شارك في معارك حرب الخليج في الثمانينات مع العراق. بحسب الشرق الأوسط
وفي جزء آخر من تحليلها، رأت القناة أن معدي وثائقي مكتب خامنئي عملوا على عدة أهداف واضحة منها تكرار توصيته للمرشد الإيراني وردت على لسانه مرتين، ورهن فيها حل المشكلات الحالية بتشكيل حكومة «شابة وثورية»، في إشارة إلى أول انتخابات تُجرى لانتخاب الرئيس في بداية العقد الخامس من عمر النظام، والتي كان خامنئي في ثلاثة عقود منها صاحب كلمة الفصل في البلاد.
كما رأت القناة أنه يحاول الرد على من يعتقدون أن المرشد يجهل مشكلات البلد وأن أنصاره مجموعة خاصة وأنه لا يمثل كل المجتمع.
وخلص تحليل القناة إلى أن الوثائقي يمكن اعتباره “فيلماً دعائياً يريد تقديم صورة ودية من المرشد الإيراني”، بأنه مرشد يتواصل مع عامة الناس، ويتحدثون إليه دون خوف ولا شيء يفصل بينهم”. ويضيف: “بعد الاحتجاجات واسعة النطاق العام الماضي، وانخفاض مستوى المشاركة في الانتخابات البرلمانية، ربما يحاول الوثائقي إعادة ترميم علاقة خامنئي بالناس، والتمهيد لتأثيره على الانتخابات المقبلة وصعود حكومة تطابق مواصفات حدّدها سابقاً”، بدوره، لاحظ تحليل لقناة «إيران إنترناشيونال» أن طريقة اختيار مقاطع الفيديو تأتي في سياق إظهار خامنئي كشخص يقبل الانتقادات، كما أن بعض المقاطع تستهدف استعراض ذكائه وروح الدعابة.
ومن المزمع أن تبدأ الانتخابات الرئاسية بددولة الاحتلال الفارسي، في غضون مارس (آذار) المقبل، بتقدم المرشحين إلى مجلس صيانة الدستور ، الذي يقوم بدوره بالنظر في شأن صلاحية طلبات الترشح، حيث يحق للمرشد أن يختار نصف تشكيلة مجلس صيانة الدستور المكون من 12 عضواً، والنصفَ الباقي يقوم باختيارهم رئيسُ القضاء، وهو أيضاً من ضمن المسؤولين الذين يقوم لامرشد باختياره، وهو مايعكس التبعية والهيمنة والازدواجية المفرطة المتعلقة بالانتقاص من قدر الحريات المخولة للناخبين في اختيار ممثليهم بحرية ومنطقية، كما المعتاد في ديمقراطيات كثيرة بالعالم.