مقالات

حزب الله في اليمن.. الجديد والقديم في القصة

عبد الجليل السعيد

سلط مقتل مصطفى الغراوي أحد قيادات ميليشيا حزب الله في اليمن الضوء مجدداً على هذه المشاركة العبثية التي يدفع ثمنها لبنان، والتي من الطبيعي أن تعطي مؤشرات على خيارات هذه الجماعة التابعة لإيران.

التحالف العربي بقيادة السعودية أعلن أن الميليشياوي المذكور سقط بعد غارة جوية للتحالف على معسكر للحوثي الإنقلابي قرب مدينة مأر ، و أن القتيل هو أحد أهم عناصر حزب الله اللبناني الذين تم إيفادهم إلى اليمن بطريقة غير شرعية منذ سنوات.

ولأن إيران تعتقد بأنها قضت تماماً على الدولة اللبنانية وجعلتها تطيع كل أوامرها نتيجة سيطرة ميليشيا حزب الله على القرار، فإن طهران ترسل العناصر التابعين لها ضمن صفوف حزب الله إلى اليمن وسوريا و مناطق أخرى.

والجديد القديم في القصة المرتبطة بتدخل حزب الله في اليمن، له علاقة مباشرة بهذه التعقيدات التي فرضت نفسها على ساحة سياسية وعسكرية معقدة في المنطقة، و لدى إيران رصيد من المكاسب يفوق الخسائر حين تأتي سيرة حزب الله، فطهران الساعية لرفع العقوبات عنها  التصالح مع الأميركيين و التفاوض معهم في فيينا، تدرك بأن إرسال حزب الله للعبث في اليمن بدلاً عنها، سيجعلها و لو رسمياً بعيدة كل البعد عن التهمة المباشرة.

وعند اللزوم تتخلى إيران عن حزب الله لتقول إنه ميليشيا لبنانية لها حق الإختيار والتصرف في دعم من تشاء، وعلى الغرب والعالم أن يتعاطى مع الحكومة اللبنانية ويسألها وليس حكومة إيران، وبالتالي فإن حزب الله يحكم لبنان، أي إن المجتمع الدولي سيتحتم عليه التحدث مع سلطة لبنان التي يديرها حزب الله بغض النظر عن القول إن هناك رئيس اسمه ميشال عون.

إذ بات من المعروف بأن عون يأخذ الأمر من حسن نصر الله، ويتم تسخير كل مؤسسات الحكم في لبنان لصالح حزب الله، وفي الوقت نفسه تنفيذ الأوامر المتعلقة بمصالح حزب الله، ولايمكن للدول المتضررة بشكل كبير من الإرهاب الإيراني الحوثي في اليمن أن تسكت عن هذا التدخل الذي يقوم به حزب الله، سيما وأن السعودية على سبيل كانت ولا تزال تفشل هجمات صاروخية خطرة تقوم بها الجماعة الحوثية ضد الأراضي السعودية، وربما يقف عناصر حزب الله خلف هذه الهجمات الإرهابية من اليمن، و حزب الله الذي يعتبر نفسه مكوناً رئيسياً في لبنان، لن يستطيع تبرير هذا التدخل السافر في شؤون دول أخرى.

‏ولبنان الذي كان سويسرا الشرق، أصبح بسبب سلاح حزب الله وسيطرة إيران  دولة غارقة بالفساد والدين والإنهيارات والأزمات السياسية والإقتصادية والإجتماعية ، لم ولن تنجح إيران وميليشياتها في أي دولة، وهذه خلاصة الموقف.

صوت بيروت انترناشونال

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى