حرب غزة: تصاعد الغضب الفلسطيني ضد حماس لاستخدام المدنيين كدروع بشرية
تشهد الأوضاع في قطاع غزة تصاعدًا في التوترات والتهديدات الإنسانية، حيث تثير التصريحات والتقارير حول استخدام المدنيين والأسرى كدروع بشرية جدلاً واسعًا. يستعرض هذا التقرير تفاصيل الأزمة الحالية، بما في ذلك الإجراءات التي تتبعها القوات الإسرائيلية، الشكاوى من الشعب الغزاوي، والردود من الأطراف المعنية.
الإجراءات الإسرائيلية للتحقق من الأهداف
تشير التقارير إلى أن القوات الإسرائيلية تتبع إجراءات دقيقة للتحقق من عدم وجود مدنيين أو أسرى في الأماكن المستهدفة قبل تنفيذ عمليات القصف. السلطات الإسرائيلية تؤكد أنها تستخدم تقنيات الاستطلاع لضمان تقليل الخسائر البشرية والأضرار الجانبية. قدم الجيش الإسرائيلي أدلة على وجود منصات صواريخ بالقرب من أماكن مدنية مثل حمام سباحة للأطفال وملعب قديم في غزة، مما يشير إلى استخدام حماس لمواقع مدنية كغطاء لمواقعها العسكرية.
ووفقًا للوثائق التي حصل عليها الجيش الإسرائيلي، تم رصد منصات إطلاق صواريخ قرب حمام سباحة للأطفال، بالإضافة إلى حفر لإطلاق الصواريخ في ملعب قديم. هذه الأدلة تعزز مزاعم الجيش بأن حماس تستخدم المناطق المدنية كغطاء لأغراض عسكرية، مما يعرض المدنيين للخطر.
وفي تسجيل صوتي، يظهر أحد أفراد “مديرية الاستخبارات العسكرية” وهو يحاول إقناع رجل فلسطيني وعائلته بالفرار إلى الجنوب، لكن الرجل يشير إلى صعوبة مغادرة المنطقة بسبب إغلاق الطرق من قبل حماس و”إعادة الناس إلى منازلهم”، فضلاً عن إطلاق النار على من يحاولون المغادرة. يُعتبر هذا التسجيل من بين الأدلة التي يقدمها الجيش الإسرائيلي لدعم مزاعمه بأن حماس تستخدم المدنيين كدروع بشرية.
سُئل أحد أفراد قوة النخبة التابعة لحماس، عامر أبو عواش، عن العلاقة بين المستشفيات في غزة وشبكة الأنفاق التي تمتلكها حماس، فأجاب بأن معظم الأنفاق مخفية داخل المستشفيات مثل مستشفى الشفاء. وردًا على سبب استخدام حماس للمؤسسات الطبية كغطاء، أوضح أبو عواش أن الهدف هو “منع قصفها”. ونفى المسؤول في حماس، عزت الرشق، بشكل قاطع استخدام مستشفى الشفاء كدرع للبنية التحتية العسكرية، واصفًا هذه الادعاءات بأنها “لا أساس لها من الصحة”.
شكاوى الشعب الغزاوي وردود الفعل
أعرب سكان غزة عن استيائهم من قيادة حماس، متهمين إياها باستخدام الأسرى كدروع بشرية، مما يزيد من معاناة المدنيين. في أحد التسجيلات الصوتية التي أصدرها الجيش الإسرائيلي، يشكو أحد الفلسطينيين من صعوبة مغادرة المنطقة بسبب القيود التي تفرضها حماس وإطلاق النار على من يحاولون الفرار.
قال الصحافي جهاد الصفطاوي، المقيم في غزة، إن حماس تستخدم المدنيين كدروع بشرية في صراعها مع إسرائيل. وأضاف في منشور له على منصة إكس أن “حماس تواصل احتجاز سكان غزة كرهائن” وأنه لا ينبغي إعادة بناء منزل عائلته في الوقت الذي يظل فيه مخزون من الأسلحة مدفوناً تحته. وأكد الصفطاوي أن “الأهداف وليس الأسباب هي التي تقف وراء استراتيجيات حماس”.
ناشط حقوق الإنسان الفلسطيني في أوروبا أكد أن “لا شيء يمكن أن يبرر هذا – هؤلاء المختطفون يجب أن يكونوا في وطنهم”. وأضاف الناشط الإماراتي لؤي الشريف أن قادة حماس “ليس لديهم تعاطف ولا رحمة”، مشيرًا إلى أن إدارة هؤلاء “ستكون كارثة على المنطقة بأكملها”.
وفي مقابلة تلفزيونية، سُئل موسى أبو مرزوق، القيادي بحركة حماس، عن عدم بناء ملاجئ للمدنيين، فأجاب أن الأنفاق تهدف لحماية الأفراد العسكريين وليس المدنيين. تشيير التقارير إلى أن استخدام المدنيين كدروع بشرية يعقد الوضع الإنساني في غزة، مما يستدعي جهودًا دولية مضاعفة لتقديم الدعم والحماية للأسرى وضغطًا على جميع الأطراف لتجنب استغلال المدنيين في النزاعات.