حرب الوكالة.. حماس والجهاد ورقة ايران موجهة اسرائيل
في ظل مساعي عربية ودولية لوقف التصعدي في الضفة الغربية، حذر مراقبون من مساعي الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد النخالة، و نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، من اعشال الاوضاع في قطاع غزة، وتهديد حياة أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.
وحذرنشطاء فلسطينيون، من اتحول قطاع غزة لجزء من حرب الوكالة بين اسرائيل وايران، بعد تعرض منشآت عسكرية لايرانية للقصف عبر طائرات مسيرة في مدينة أصفهان.
وأجرى وزير خارجية طهران حسين أمير عبد اللهيان، اتصالا هاتفيا مع كل من رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي زياد النخالة.
و أشاد النخالة بالدعم الايراني لجهاد الاسلامي، كما عبر عن ادانته العدوان الأخير الذي استهدف بعض المنشآت الصناعية الإيرانية في أصفهان.
ويرى مراقبون أن حركتي حماس والجهاد الاسلامي، جزء من ادوات ايرانية في الحرب بالوكالة في المنطقة، وسط مخاوف من تحركة الفصائل الفلسطينية بما يهدد الهدنة في قطاع غزة.
وقد أشارت صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير لها إلى أن إيران قد أسهمت في توفير وتهريب الأسلحة لحماس، وقامت بتدريب وتطوير مهارات أفراد لديها على إنتاج الصواريخ وتحديثها، وتحسين دقتها.فيما أكد في السياق نفسه رئيس حماس إسماعيل هنية، في كلمة له بثتها قناة “الأقصى” التابعة لحماس، على جهود إيران في تقديم “الدعم لحماس بالمال والسلاح والتقنيات”، شاكراً إياها على هذه الجهود.
في الواقع، لطالما دعمت إيران حماس والجهاد الاسلامي ، التي صنفها الاتحاد الأوروبي على أنها منظمة إرهابية والتي تحكم قطاع غزة.
كما تعتمد طهران بشكل متزايد على حركة “الجهاد الإسلامي” في فلسطين، تتبع إيران أيضًا استراتيجية تتبعها في الشرق الأوسط وهي الحفاظ على العلاقات مع الجهات الفاعلة غير الحكومية مثل حزب الله اللبناني أو الحوثيين اليمنيين، أو الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران – وإذا لزم الأمر يتم توجيهها أيضًا لتصبح نشطة عسكريًا.
إيران تسعى أيضا إلى تحقيق هدف آخر من خلال دعم حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، حسب مدير شبكة مكافحة الإرهاب الإسكندنافية في هلسنكي لموقع The Media line المتخصص في سياسات الشرق الأوسط، إذ يُنظر إلى المنظمة الفلسطينية في طهران على أنها جسر يمكن من خلاله الجمع بين الطائفتين السنية والشيعية في الشرق الأوسط. وبالنسبة لإيران يتعلق الأمر بـ “التسلل إلى المجتمعات السنية لقبول سياسات إيران وفرض أيديولوجياتها الإسلامية”.
والهدف من ذلك هو إنشاء مركز قوة شيعي تسيطر عليه إيران. من ناحية أخرى، تستطيع حركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية أن تقدم نفسها لأتباعها والمتعاطفين معها كمنظمة أكثر إصرارًا وشجاعة من حماس. وهذا من الممكن أن يخلق انطباعا جيدا عنها وتكسبه من خلاله أعضاء محتملين.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” فإن إيران تدعم منذ عقود حركة حماس في غزة والتي تتوافق مصالحها بشأن إسرائيل مع مصالح إيران وتتعارض في سوريا، مشيرة إلى أنها وعلى مدى سنوات طويلة قدمت لحماس الدعم المالي والسياسي والعسكري من أسلحة، وتكنولوجيا، وتدريب لبناء ترسانتها الخاصة من الصواريخ المتطورة التي يمكن أن تصل إلى عمق الأراضي الإسرائيلية.
كما ذكر التقرير أن الانتقام عبر غزة، جاء رداً على ما دبرته إسرائيل من سلسلة هجمات سرية على إيران العام الماضي، بما في ذلك تخريب طال منشآت نووية إيرانية.
وفي حين أن قادة إيران لم يخفوا رغبتهم في معاقبة إسرائيل، إلا أنهم عملوا جاهدين لإيجاد طريقة فعالة للرد دون المخاطرة بحرب شاملة أو إفشال أي فرصة لاتفاق نووي منقح مع الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى، فكان الباب عبر غزة.
وعليه، انتهزت التيارات والوجوه المحافظة في إيران، والتي كانت تحث على الانتقام من الضربات الإسرائيلية، التصعيد في غزة فرصة لتصوير آلاف الصواريخ التي أطلقتها حماس وحركة الجهاد الفلسطنية، على أنها عملية رد.