
جيروزالم بوست تكشف عن سبب امتناع إسرائيل عن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية
نشرت صحيفة جيروزالم بوست تقريرا حصريا حول سبب امتناع إسرائيل عن شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية في الخريف الماضي، وهي فرصة وصفها العديد من المسؤولين السياسيين والأمنيين الإسرائيليين بأنها كانت “غير مسبوقة”.
بحسب التقرير، جاء هذا القرار بعد الهجوم المباشر الذي شنته إيران على إسرائيل في 14 أبريل 2024، باستخدام أكثر من 180 صاروخا باليستيا و170 طائرة بدون طيار وعشرات الصواريخ المجنحة. في 21 أبريل 2024، استهدفت القوات الإسرائيلية نظام دفاع جوي من طراز S-300 كان يحمي منشأة أصفهان النووية، ولكن رغم الحديث عن إمكانية مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، قررت إسرائيل الامتناع عن تنفيذ هذه العملية.
ووفقا للتقرير، في نوفمبر 2024 وبعد الهجوم الإيراني الثاني، استنتجت إسرائيل لأول مرة أنها تمتلك القدرة التقنية اللازمة لتدمير المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية، بعد أن تمكنت من تدمير جزء كبير من أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية. ومع ذلك، لم يتم اتخاذ قرار بشن هجوم واسع النطاق على المنشآت النووية، حيث كانت هناك عدة عوامل مؤثرة على هذا القرار.
أحد الأسباب الرئيسية كان التوقيت الحرج، حيث كانت إسرائيل تواجه في ذلك الوقت تهديدات مستمرة من حزب الله في الشمال، بالإضافة إلى التهديدات من حماس والحوثيين في الجنوب. كما كانت هناك محاولات للحفاظ على الدعم الأمريكي في هذا السياق.
كما يشير التقرير إلى الخلافات بين كبار المسؤولين الإسرائيليين حول كيفية التعامل مع الوضع، حيث دعا بعضهم، مثل وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش هرتسليا هاليفي، إلى اتخاذ إجراءات أكثر عدوانية، بينما أكد بنيامين نتنياهو والموساد على ضرورة التنسيق مع الولايات المتحدة في هذه المسألة.
في النهاية، بدلا من الهجوم على منشآت التخصيب الإيرانية، استهدفت إسرائيل في 25 نوفمبر 2024 مجموعة من الأهداف الدفاعية ومنشآت إنتاج الصواريخ الإيرانية، مما أدى إلى تقليص قدرة إيران على إنتاج الصواريخ الباليستية بشكل كبير. ومع ذلك، وبحسب المصادر الأمنية، فقد وصف الهجوم بـ “الضئيل” مقارنة بالفرصة الاستثنائية التي كانت أمام إسرائيل لشن هجوم واسع النطاق على المنشآت النووية الإيرانية.
وفي الختام، يشير التقرير إلى أن مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية يعتقدون أن الفرصة لا تزال قائمة للعمل العسكري ضد إيران، خاصة إذا فشلت المحادثات النووية الجديدة التي تجرى في منع إيران من الحصول على القدرة على تصنيع الأسلحة النووية.