توقف نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا

يتوقف نقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط الأنابيب الذي يمر عبر أوكرانيا في 1 يناير 2025، منهياً بذلك الحصار الروسي الطويل لتزويد أوروبا بالغاز.

ويعد خط الأنابيب الذي يمر عبر أوكرانيا أقدم طريق لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا، ويعود تاريخه إلى زمن الاتحاد السوفيتي السابق.

وآخر عقد بين موسكو وكييف لنقل الغاز من هذا الطريق تم تمديده منذ خمس سنوات وتاريخ انتهاء صلاحيته هو اليوم الأخير من شهر ديسمبر، الثلاثاء 11 يناير.

أعلنت شركة نقل الغاز الأوكرانية، اليوم الثلاثاء، أن روسيا لم تطلب استمرار نقل الغاز عبر خط الأنابيب.

وفي أعقاب الغزو العسكري الذي شنته موسكو على أوكرانيا في فبراير 2024، قلص الاتحاد الأوروبي اعتماده على الغاز الروسي بشكل كبير.

ولهذا السبب، يتوقع الخبراء أن توقف نقل الغاز من أوكرانيا لن يكون له تأثير كبير على سوق الطاقة الأوروبية.

ولكن من وجهة نظر جيوسياسية، فإن قطع صادرات الغاز الروسي من أوكرانيا يشكل أهمية أكبر.

منذ بداية الغزو العسكري لأوكرانيا قبل نحو ثلاث سنوات، انخفضت حصة روسيا من إمدادات الغاز إلى أوروبا بشكل حاد مقارنة بالولايات المتحدة وقطر والنرويج.

ومن ناحية أخرى، لعب الانخفاض الكبير في واردات الغاز من روسيا دوراً مهماً في تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة معدل التضخم وتكاليف معيشة الناس في معظم الدول الأوروبية.

وعلى الرغم من الإجراءات السريعة التي اتخذتها الدول الأوروبية لتوريد الغاز من دول أخرى، إلا أنه لا يمكن إنكار تأثير خفض الغاز المستورد الرخيص من روسيا على المشاكل الاقتصادية لدول مهمة مثل ألمانيا.

بدأت صادرات الغاز إلى أوروبا خلال فترة الاتحاد السوفييتي وزادت في العقدين الأخيرين. وقبل بدء الغزو العسكري لأوكرانيا، كانت روسيا تزود أوروبا بحوالي 35% من احتياجاتها من الغاز.

وفي السنوات الثلاث الماضية، انفجرت معظم خطوط أنابيب الغاز الروسية المتجهة إلى أوروبا، بما في ذلك خط أنابيب بيلاروسيا المغلق وخط أنابيب نورد ستريم الذي يصل إلى شمال ألمانيا من بحر البلطيق.

ينقل خط الأنابيب الذي يعود إلى الحقبة السوفيتية الغاز المستخرج في سيبيريا إلى مدينة سودزا، الواقعة في منطقة كورسك في غرب روسيا، والتي يسيطر عليها الآن الجيش الأوكراني. ويمر خط الأنابيب هذا عبر أوكرانيا ويصل إلى سلوفاكيا، حيث ينقسم إلى فرعين، أحدهما إلى جمهورية التشيك والآخر إلى النمسا.

ومن المعروف أن حكومة أوكرانيا ليست على استعداد للتفاوض بشأن تمديد عقد نقل الغاز عبر خط أنابيب هذا البلد.

ومع فسخ هذا العقد ستخسر أوكرانيا نحو 800 مليون دولار من حقوق العبور كل عام، كما سينخفض ​​دخل شركة غازبروم الروسية من بيع الغاز إلى أوروبا بنحو 5 مليارات دولار.

وتشير الإحصاءات إلى أن روسيا صدرت نحو 15 مليار متر مكعب من الغاز إلى أوروبا عبر خط الأنابيب الأوكراني في عام 2023، وهو ما يعادل ثمانية بالمئة من صادرات البلاد من الغاز إلى أوروبا خلال ذروتها في عامي 2018 و2019 عبر خطوط أنابيب متعددة.