
تقرير أمريكي: الحرس الثوري الإيراني يشرف على معسكرات تدريب للبوليساريو
كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في تقرير استقصائي مطول نشر مؤخرا، عن قيام الحرس الثوري الإيراني بتدريب مسلحي جبهة البوليساريو في معسكرات متقدمة أقيمت قرب الحدود الجزائرية – الموريتانية، في خطوة وصفتها الصحيفة بأنها تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المغرب ومنطقة الصحراء الغربية.
ووفقا لمصادر أمنية إقليمية وأوروبية استند إليها التقرير، فإن عناصر من البوليساريو تلقوا تدريبات نوعية على حرب العصابات، وصناعة العبوات الناسفة، واستخدام الطائرات المسيرة في الهجمات والمراقبة، إلى جانب تكتيكات قتالية خاصة بالبيئة الصحراوية.
المصادر أكدت أن هذه التدريبات لم تقتصر على الجانب العسكري، بل شملت أيضا توجيهات أيديولوجية وتنظيمية، ما يعكس رغبة إيرانية واضحة في بناء ذراع جديدة لها في شمال أفريقيا على غرار ما فعلته في دول مثل العراق وسوريا واليمن ولبنان.
يأتي هذا الكشف في إطار تقرير أوسع أعدته الصحيفة حول محاولات سوريا قطع شبكات تهريب الأسلحة والأموال المرتبطة بإيران داخل أراضيها. ولفتت “واشنطن بوست” إلى أن طهران، ومن خلال شبكة وكلائها، تسعى لتوسيع نطاق نفوذها ليشمل مناطق جديدة خارج نطاق الشرق الأوسط التقليدي، ومنها الصحراء الكبرى وشمال أفريقيا.
وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين، أحدهم إقليمي والآخر أوروبي، فإن المئات من مقاتلي البوليساريو كانوا في الأراضي السورية، وتم توقيف عدد كبير منهم من قبل السلطات الجديدة هناك.
بالتزامن مع هذه التطورات، جددت الولايات المتحدة تأكيدها دعم السيادة المغربية على الصحراء، وأعادت التأكيد على أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب تظل “الأساس الوحيد لحل عادل ودائم للنزاع”.
وفي بيان لوزارة الخارجية الأمريكية صدر الثلاثاء، أوضحت أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أكد، خلال لقائه بنظيره المغربي ناصر بوريطة، التزام واشنطن بموقفها المعلن، مشددا على أن “مقترح الحكم الذاتي المغربي جاد وموثوق وواقعي”.
ويرجح أن يؤدي هذا الكشف إلى تصاعد التوترات بين الرباط وطهران، لا سيما وأن المغرب كان قد قطع علاقاته مع إيران عام 2018، بعد اتهامها صراحة بـ”دعم البوليساريو عسكريا ولوجستيا” عبر حزب الله اللبناني.
كما قد يؤثر هذا التطور على علاقات طهران مع عدد من الدول الأفريقية الحليفة للرباط، في ظل اتهامات متزايدة لإيران بـ”تصدير الفوضى” إلى مناطق جديدة في القارة السمراء.