
تطور جديد بأزمة حليب الأطفال في الأحواز
تعيش الأحواز أزمة حادة تتعلق بتوزيع حليب الأطفال، وهي أزمة متعددة الأبعاد تجمع بين نقص الإمدادات، واتهامات بوجود مخطط إيراني يستهدف الشعب العربي الأحوازي.
هذه الأزمة التي تفاقمت خلال الأسابيع الماضية، أثارت مخاوف جدية بين الأحوازيين، خاصة بعد تصاعد الاتهامات بتسميم الحليب وتدهور الأوضاع الصحية للأطفال في المنطقة.
من جانيه أعلن نائب مدير إدارة الغذاء والدواء في جامعة جندي شابور للعلوم الطبية في الأحواز عن أن النقص في حليب الأطفال المجفف في الصيدليات سيستمر حتى الأسبوع المقبل.
وأوضح أنه تم تأمين حصة مسحوق الحليب في الأحواز لمدة يوم أو يومين، مع وعد بتوزيعها على الصيدليات في الأيام القليلة القادمة.
وبالرغم من هذه التصريحات، إلا أن السكان المحليين يعانون من العجز المستمر، حيث يقدر النقص الشهري بحوالي 270 ألف علبة من حليب الأطفال.
الأزمة لا تقتصر فقط على نقص الإمدادات، بل تثير قلقا بالغا حول صحة الأطفال بسبب مزاعم بوجود تلوث متعمد في حليب الأطفال الموزع في المنطقة. في فبراير 2025، كشف مسئول في المركز الصحي بغرب الأحواز عن أن هناك “آثار سلبية مزمنة” للحليب الموزع في المدارس العربية.
وقد أظهرت التحاليل المخبرية لعينات حليب من مدرسة “13 آبان” وجود مواد قد تؤدي إلى “العقم عند البلوغ”، وهو ما أثار موجة من الغضب في المجتمع الأحوازي. على إثر هذه النتائج، خرجت مظاهرات في الشوارع مطالبة بوقف التوزيع الفوري للحليب الملوث ومعاقبة الشركات الموردة.
على جانب آخر، يواجه السكان تحديا اقتصاديا كبيرا بسبب الارتفاع الحاد في أسعار حليب الأطفال. منذ عام 2023، شهد سعر علبة الحليب المجفف (400 جرام) ارتفاعا بنسبة 70%، حيث قفز من 2.5 مليون ريال إلى 3 مليون ريال. هذه الزيادة تجعل من حليب الأطفال سلعة بعيدة عن متناول الكثير من الأسر الأحوازية، حيث تشير إحصاءات محلية غير رسمية إلى أن حوالي 45% من الأسر في الأحواز تعاني من انعدام الأمن الغذائي، مما يزيد من معاناة السكان.
من جانبها، تتهم منظمات حقوق الإنسان الدولية الحكومة الإيرانية بالتواطؤ في سياسة “التطهير الديموغرافي”، مشيرة إلى تقارير عن وجود 17 مادة مسرطنة في عينات الحليب المدرسية.
هذه الادعاءات تشير إلى أن طهران قد تكون ضالعة في تلوث الحليب كجزء من سياسة أوسع لتهميش الشعب الأحوازي، وتهديد صحة الأطفال العرب في المنطقة.