ترامب ينوي إحياء سياسة الضغط الأقصى تجاه إيران
تعتزم إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إحياء سياسة "الضغط الأقصى" تجاه إيران ودفعها إلى الإفلاس لكبح قدرتها على تمويل الوكلاء الإقليميين وتطوير الأسلحة النووية
تعتزم إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إحياء سياسة “الضغط الأقصى” تجاه إيران ودفعها إلى الإفلاس لكبح قدرتها على تمويل الوكلاء الإقليميين وتطوير الأسلحة النووية، حسبما نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن مصادر مطلعة لم تسمها.
وسيسعى فريق السياسة الخارجية لترامب إلى تشديد العقوبات على طهران، بما في ذلك صادرات النفط الحيوية، بمجرد عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل.
وقال خبير في الأمن القومي مطلع على تحولات ترامب إنه مصمم على إعادة فرض إستراتيجية الضغط الأقصى لإفلاس إيران في أقرب وقت ممكن.
وتمثل الخطة تحولا في السياسة الخارجية الأميركية في خضم اضطرابات الشرق الأوسط بعد أن أثارت حرب إسرائيل على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي موجة من الأعمال العدائية الإقليمية ودفع حرب الظل الإسرائيلية مع إيران إلى العلن، وفق الصحيفة.
وأشار ترامب، خلال حملته الانتخابية، إلى أنه يريد صفقة مع إيران، قائلا: “علينا أن نبرم صفقة، لأن العواقب مستحيلة”.
وقال أشخاص مطلعون على تفكير ترامب إن تكتيك الضغط الأقصى سيُستخدم لمحاولة إجبار إيران على إجراء محادثات مع الولايات المتحدة على الرغم من اعتقاد الخبراء أن هذا أمر بعيد المنال.
وشن الرئيس المنتخب حملة “الضغط الأقصى” في ولايته الأولى بعد التخلي عن الاتفاق النووي لعام 2015 الذي وقّعته إيران مع القوى العالمية، وفرض مئات العقوبات على طهران.
وردا على ذلك، كثفت طهران نشاطها النووي وتخصيب اليورانيوم بالقرب من مستوى إنتاج الأسلحة.
وظلت العقوبات سارية خلال إدارة جو بايدن، لكن المحللين يقولون إنها لم تنفذها بصرامة كما سعت إلى إحياء الاتفاق النووي مع إيران وتخفيف الأزمة.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر مطلعة على الخطط قولها إن فريق ترامب الانتقالي يعمل على صياغة أوامر تنفيذية يمكن أن يصدرها في أول يوم له في المكتب البيضاوي لاستهداف طهران، بما في ذلك تشديد وإضافة عقوبات جديدة على صادرات النفط الإيرانية.
وقال رابيدان إنرجي رئيس شركة الاستشارات، وبوب ماكنالي مستشار الطاقة السابق لإدارة جورج دبليو بوش: “إذا ذهبوا حقا إلى أقصى حد.. يمكنهم خفض صادرات النفط الإيرانية إلى بضع مئات الآلاف من البراميل يوميا”.
وأضاف: “إنه مصدرهم الرئيسي للدخل واقتصادهم أكثر هشاشة بالفعل مما كان عليه في ذلك الوقت.. إنهم في زاوية أسوأ بكثير من الفترة الأولى (لترامب)، سيكون الوضع سيئا للغاية”.
وحث مستشارو ترامب الرئيس المقبل على التحرك بسرعة بشأن طهران، وقال أحد المطلعين على الخطة إن الرئيس الأميركي الجديد سيوضح “أننا سنتعامل مع فرض العقوبات على إيران بجدية بالغة”.
وساعد مستشار الأمن القومي الجديد لترامب، مايك والتز في تمرير تشريع أثناء عضويته في مجلس النواب من شأنه أن يفرض عقوبات ثانوية على المشتريات الصينية من النفط الخام الإيراني، ولم يمرر مشروع القانون في مجلس الشيوخ.
وقالت مصادر مطلعة إن عملية التحول (في السياسة) -حملة الضغط الأقصى- تهدف إلى حرمان إيران من الإيرادات اللازمة لبناء جيشها أو تمويل مجموعات بالوكالة في المنطقة، ولكن الهدف في نهاية المطاف هو دفع طهران إلى التفاوض على اتفاق نووي جديد وتغيير سياساتها الإقليمية.