
تخصيب اليورانيوم يعقد الآمال: غروسي يوضح مسار المفاوضات النووية مع إيران
أكد رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن إيران تشارك لأول مرة منذ سنوات في المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة بنهج “جدي ومباشر”، لكنه شدد على أن الاتفاق ما زال بعيد المنال، في ظل استمرار تعقيد قضية تخصيب اليورانيوم وتزايد المخاوف من الاستخدام غير السلمي للبرنامج النووي الإيراني.
وقال غروسي في مقابلة صحفية:”هذه هي المرة الأولى منذ عدة سنوات التي أرى فيها إيران تشارك في حوار جاد وصريح حول جوهر القضية.”
لكنه أضاف بتحفظ: “هل يعني هذا أننا وصلنا إلى الضوء في نهاية النفق؟ ليس بعد. ولكن هذه أفضل فرصة لدينا.”
غروسي عبر عن قلق الوكالة الدولية حيال توسع برنامج التخصيب الإيراني، مشيرا إلى تراكم “كميات كبيرة من اليورانيوم عالي التخصيب دون هدف سلمي واضح”، ووصف ذلك بأنه “أمر مثير للقلق”. كما أكد أن قضية التخصيب هي “المحور الرئيسي للمفاوضات” الجارية، وأن هناك “خيارات مختلفة” يتم بحثها، منها نقل جزء من المخزونات إلى الخارج.
وأضاف:”هذا الوضع سيتفاقم مع مرور الوقت. أجهزة الطرد المركزي ستستمر في الدوران، والمخزونات ستزداد، حتى لو لم يحدث أي تحرك دبلوماسي أو سياسي.”
وحذر من أن الاستمرار في هذا المسار قد يؤدي إلى “أزمة أكبر، مثل صراع عسكري، وهو ما يجب تجنبه بأي ثمن.”
غروسي أشار في ختام تصريحاته إلى أن التفاوض الحالي لا يسعى إلى إعادة إحياء الاتفاق النووي الشامل لعام 2015 بصيغته الأصلية، بل إلى اتفاق “أقل تعقيدا” بين طهران وواشنطن، في ظل تغير المواقف السياسية، لا سيما من جانب شخصيات أميركية مثل الرئيس دونالد ترامب والسيناتور ماركو روبيو، اللذين يعرفان بمواقفهما الصارمة ضد إيران.
تصريح غروسي جاء في سياق استمرار المحادثات بين طهران وواشنطن، والتي شهدت حتى الآن ثلاث جولات في كل من مسقط وروما، على أن تعقد الجولة المقبلة يوم السبت في العاصمة الإيطالية. ورغم التقدم في الطابع الفني للحوار، لم تعلن أي نتائج ملموسة أو مسودة اتفاق حتى الآن.
فيما نقلت قناة “كان” الإسرائيلية عن مسؤولين في تل أبيب ثقتهم بأن احتمالات التوصل إلى اتفاق أصبحت “أعلى من السابق”، إلا أن الموقف الرسمي الإسرائيلي ما يزال مشككا ورافضا لأي تسوية لا تشمل تفكيك كامل للقدرات النووية الإيرانية.