أخبار الأحوازأهم الأخبارتقارير

تحويل المياه إلى الداخل الإيراني يفاقم أزمة الجفاف في الأحواز

كشفت مصادر محلية في الأحواز، أن احتياطيات المياه شهدت انخفاضا حادا بنسبة 35% مقارنة بالعام الماضي، وسط اتهامات متزايدة لسلطات الاحتلال الإيراني بمواصلة تحويل مياه الأنهار الأحوازية إلى الداخل الفارسي، ما يفاقم من أزمة الجفاف في واحدة من أغنى المناطق الزراعية في الخليج العربي.

وقال مسؤول في هيئة المياه والكهرباء بالأحواز، إن الموسم المائي الحالي سجل عجزا كبيرا في كميات المياه المتوفرة، وإن الأمطار الأخيرة التي سجلت في أعلى مجرى أنهار الاحواز لم تكن كافية لتعويض هذا النقص. وأضاف أن هذا الانخفاض ينذر بكارثة بيئية وزراعية تهدد مئات آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية الخصبة في الأحواز.

يتزامن هذا الانخفاض الحاد مع اقتراب موسم الزراعة الصيفي، الذي يعتمد عليه مزارعو الأحواز كمصدر دخل أساسي. وقد عبر ناشطون ومزارعون محليون عن قلقهم من غياب خطة واضحة وتراخي السلطات في إصدار تصاريح الزراعة، ما يعرقل التخطيط للموسم ويهدد بخسائر كبيرة.

وأشار عدد من المهتمين بالشأن الزراعي إلى أن قرارات سلطات الاحتلال الإيراني بتحويل مياه الأحواز إلى الداخل الفارسي لعبت دورا كبيرا في أزمة المياه بالاحواز، ما يؤدي إلى تلف المحاصيل وجفاف الأحواز.

ورغم أن سلطات الاحتلال الإيراني تعزو تدهور الموارد المائية إلى التغيرات المناخية والجفاف، يرى ناشطون أحوازيون أن الأزمة هي في الأساس نتيجة لسياسات منهجية من قبل سلطات الاحتلال، تتمثل في تحويل مسارات الأنهار وتجفيف الأراضي الأحوازية لصالح مشاريع في المدن الفارسية.

ويؤكد هؤلاء أن الأحواز، التي كانت لعقود سلة الغذاء في الخليج العربي، تعامل اليوم كخزان مياه ومورد اقتصادي يتم استنزافه بلا عائدات محلية، وسط تجاهل متعمد لمطالب السكان في التنمية المستدامة والحفاظ على مواردهم الطبيعية.

يتجاوز أثر هذه الأزمة حدود الأحواز، إذ أن تراجع الإنتاج الزراعي في المنطقة سينعكس سلبا على الأمن الغذائي وسوق المواد الأساسية. وأكد خبراء أن هذه التداعيات قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع، وزيادة معدلات الفقر والهجرة من الريف إلى المدن.

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى