انكماش” النظام الإيراني لمواجهة الأزمات
ضيق ومأزق
تأتي اعترافات خامنئي المؤلمة هذه في الوقت الذي أصبحت فيه “العقوبات تخنق النظام، لذا بات من الواجب الذهاب إلى طاولة المفاوضات”، بحسب ما أشار إليه محب علي، دبلوماسي النظام السابق، ونشرته صحيفة أرمان 14 مارس. ويتضح بأنه لن يكون هنالك طريق سهل للخروج من هذه المعضلة، طالما أن النظام بائس الحال فيما يتعلق بتوازن قوى، بينما يحاول النظام جاهدا انتزاع تنازلات من الجانب الآخر للخروج من عنق الزجاجة. إلى أن الانتفاضات الشجاعة والعارمة للشعب الإيراني، لا سيما انتفاضات كانون الثاني (يناير) 2018 ونوفمبر 2019، قد أحدثت تغييرا في المعادلة، وجعلت النظام يهتز على وقعها، وأصبحت بوادر سقوطه ظاهرة في الآفاق أمام العالم، بحيث باتت عملية إيجاد أرضية للمساومة معه بلا جدوى. وأمام واقع الطريق المسدود الذي وصل إليه النظام، يضطر خامنئي إلى اللجوء لعملية التقليص والانكماش في أجنحة النظام، والمزيد من المواجهة مع المجتمع الدولي على حساب الشعب الإيراني، من أجل الحفاظ على هيمنته ومواصلة حكمه الديني المستبد، وبالتأكيد سيتحمل على اثر ذلك العواقب الخطيرة. ومن خلال رؤيتها الشاملة للأوضاع، فقد أشارت الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية مريم رجوي، في قراءة رصينة للمشهد بالقول: “بعد ثلاثة أشهر من عمل الرئيس الأمريكي الجديد، اتضح أنه من المستحيل العودة إلى التوازن والمعادلة السابقة وأن الوضع الراهن لن يسير على ما يروقه الملالي…كما أن إطلاق الصواريخ في العراق والسعودية لا يعالج ألما من آلام النظام، وكيفما كانت التحولات، فإن الانتفاضة والسقوط يبقيان من نصيب النظام”.
(خطاب نوروز 1400).
المصدر: ايران الحرة