أهم الأخبارمقالات

انفجار ميناء عباس .. حادث عرضي أم مؤامرة؟

 

كتب:نوري آل حمزة

انفجار بندرعباس يوم السبت ، 26 نيسان 2025، قد يكون من تدبير تيار سياسي-أمني داخل النظام الإيراني، معارض المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة في عمان. هذا التيار، ربما مرتبط بالحرس الثوري، ويرى في المفاوضات تهديداً لمشروع “تصدير الثورة” حيث استمرار المفاوضات وحديث خامنئي حول “السلام” قبل بضع أيام، قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تفكيك النووي الإيراني، ويليه تقييد برامج الصواريخ والطائرات المسيرة، وكبح النفوذ الإقليمي الإيراني.

ميناء بندر عباس، الذي يمر عبره 70% من التجارة الإيرانية ويستخدم لتهريب مكونات صواريخ، هدف استراتيجي لإرسال رسالة سياسية. التفجير يتزامن مع الجولة الثالثة للمفاوضات، مما يعزز احتمال أن يكون عملاً داخلياً لتعطيلها.

نفي إسرائيل تورطها، حسب صحيفة “معاريف”، والروايات الإيرانية المتضاربة، التي تحدثت عن انفجار حاويات كيميائية أو خزان وقود دون سبب واضح، تدعم فرضية الدوافع الداخلية. كما تصريحات المتحدثة الحكومية فاطمة مهاجراني عن تأخير تحديد السبب تشير إلى حساسية سياسية. مع ذلك، التدخل الخارجي (مثل إسرائيل أو وكلاء غربيين) أو حادث عرضي بسبب سوء إدارة مواد خطرة احتمالات لم تستبعد.

فنياً، وقع التفجير في ساحة حاويات تابعة لشركة “سينا” بميناء رجائي في بندر عباس، على بعد كيلومترين من مبنى الجمارك. الحاويات، التي تحتوي على مواد كيميائية أو متفجرات، تسببت في انفجارات متتالية، أسفرت عن 8 قتلى و750 إصابة، حتى الان، مع أضرار جسيمة شملت تحطم نوافذ مباني بعيدة. مقاطع فيديو أظهرت دخاناً أسود كثيفاً وحرائق، مما يعكس احتراق مواد نفطية أو كيميائية، تسببت في تعليق العمليات المينائية واستخدام طائرات هليكوبتر للإخماد يعكسان حجم الكارثة. تقارير معارضة على منصة اكس زعمت أن الحاويات كانت تحمل مكونات صواريخ أو وقوداً للصواريخ الباليستية، ربما من شحنة صينية.

مقارنة بالتفجيرات السابقة، يختلف الحادث عن هجمات نطنز (2020-2021)، التي استهدفت منشآت نووية بدقة عالية دون خسائر بشرية كبيرة، وعن تفجيرات كرمان (2024) التي نفذها انتحاريون واستهدفت مدنيين. لكنه يشابهها في استهداف بنى تحتية استراتيجية والغموض الرسمي. الهجوم السيبراني على بندر عباس (2020) كان غير مادي، بينما تفجير 2025 مدمر وفوضوي، مما يجعل التنفيذ الداخلي أكثر ترجيحاً.

من هنا نرى أن فرضية التواطؤ ما بين القوى المتطرفة في داخل الدولة الإيرانية ممكنة، إذ قد يستخدم التيار المتشدد هذه الخطة بغية اتهام (الاعداء) حتى يؤثر على سير المفاوضات، لكن غياب أدلة مباشرة يستدعي التأني والحذر.

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى