الولايات المتحدة وأوروبا تتهمان روسيا بتدمير كابلات الاتصالات البحرية في بحر البلطيق
وجهت الولايات المتحدة وأوروبا أصابع الاتهام إلى موسكو في أعقاب تدمير كابلات الاتصالات البحرية في بحر البلطيق، على الرغم من أن المسؤولين الغربيين لم يتهموا الكرملين صراحةً حتى الآن بهذا التخريب.
ويتهم مسؤولو هذه الدول روسيا بتكثيف “الحرب المشتركة”؛ حرب يتم فيها استخدام مجموعة من الأساليب والأدوات المختلفة لتحقيق أهداف عسكرية أو سياسية أو اقتصادية.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر أمنية غربية، أنه يشتبه في أن روسيا لعبت دورا في تدمير كابلات الإنترنت هذه، وأن دول شمال أوروبا تحقق في هذا الصدد.
وأعلنت ستوكهولم، الأحد 17 نوفمبر ، تدمير مسار الألياف الضوئية البالغ طوله 218 كيلومترا بين جزيرة جوتلاند السويدية وليتوانيا، وفي اليوم التالي، أعلنت هلسنكي قطع كابل الإنترنت البالغ طوله 1170 كيلومترا بين فنلندا وألمانيا.
وأعلن المتحدث باسم شركة الاتصالات الفنلندية “سينيا” الاثنين، أن اتصالات الإنترنت بين دول البلطيق لم تنقطع وسيتم حل الانقطاعات خلال أسبوعين على أقصى تقدير.
وأضاف أنه لا يمكن حاليا معرفة سبب هذا الانقطاع، لكن “مثل هذه المشاكل لا تحدث دون تدخل عوامل خارجية”.
كما أشار وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، إلى “عمل تخريبي” فيما يتعلق بقطع كابلين للاتصالات في بحر البلطيق، وأضاف: “لا أحد يعتقد أن هذه الكابلات قطعت عن طريق الخطأ”.
وأعلن وزيرا دفاع السويد وليتوانيا في بيان مشترك أن “المشاكل التي نشأت لا يمكن تقييمها خارج نطاق التهديدات التي تأتي من روسيا”.
وحذر وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي في هذا السياق: “إذا لم تتوقف روسيا عن ارتكاب أعمال تخريبية في أوروبا، فإن وارسو ستغلق جميع القنصليات الروسية في البلاد”.
ومع ذلك، زعم المتحدث باسم الكرملين أن مثل هذه الاتهامات “كاذبة ولا أساس لها من الصحة” وتهدف إلى “تشويه سمعة روسيا”.
كما أعلن وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا والمملكة المتحدة في بيان يوم الثلاثاء أن “تكثيف أنشطة موسكو المشتركة ضد دول الناتو ارتفع إلى مستوى غير مسبوق وأدى إلى تهديدات أمنية كبيرة”.
وجاء في هذا البيان، الذي صدر بالتزامن مع مرور 1000 يوم على حرب روسيا ضد أوكرانيا: “إن أمن أوروبا لا يتعرض للتهديد من العدوان العسكري الروسي على أوكرانيا فحسب، بل أصبح هدفا لحرب مشتركة من اللاعبين الخبيثين”. “.
وشدد البيان على أن “حماية البنى التحتية الرئيسية للدول الأوروبية أمر مهم للغاية لأمن ومرونة المجتمعات الأوروبية”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر خلال المؤتمر الصحفي اليومي إن واشنطن “تشعر بقلق بالغ إزاء الحرب المشتركة التي تخوضها روسيا في أوروبا ومواجهة هذه الأنشطة”. “إنه على اتصال تخريبي مع حلفائه الأوروبيين.” وفي الوقت نفسه، لم يذكر بشكل مباشر الأضرار التي لحقت بكابلات الألياف الضوئية في بحر البلطيق.
وحذر المسؤولون الروس مرارا وتكرارا من أن موسكو ستستخدم “كل الوسائل الضرورية، بما في ذلك التدابير غير التقليدية” لمواجهة دعم الحكومات الغربية لأوكرانيا.