مقالات

المقاومة الشعبية الاوكرانية

د- فالح حسن شمخي
لماذا ترسل دول الحلف الاطلسي الاسلحة المتنوعة ، (الصواريخ المقاومة للدروع والطيران )، وبهذه الكميات ، وهي تعرف ان السيطرة الروسية على اوكرانيا،، كل اوكرانية مسألة وقت؟
تستطيع كما هو معلوم الدول التي تمتلك القوة العسكرية ان تشن حرب على دول اخرى وتسيطر عليها ، اذا ما كانت تلك الدول لاتقارن قدراتها الدفاعية على حماية شعبها واراضيها ، وكما هو معلوم ايضا ان الدول الكبرى تستطيع فعل اي شيء دون الرجوع الى الامم والمتحدة ودون مراعات لاي حق من حقوق الشعوب والدول في العيش بأمن وامان ، الحروب التي تشنها هدفها اقتصادي (مال)، وسياسي(قوة).
قلنا ان السيطرة على البلدان الضعيفة بسيطة وفي الكثير من الاحيان غير مكلفة ، لكن الحفاظ على هذه السيطرة من الصعوبة بمكان ،(وهنا بيت القصيد) ، فالتجارب العالمية تقول ان التورط في اجتياح البلدان يعني النزول الى مستنقع من الصعوبة بمكان الخروج منه ، وهذا ماحدث فعلا على الارض في فيتنام والاحتلال النازي لاوربا والاحتلال السوفيتي والامريكي لافغانستان والاحتلال البريطاني الامريكي للعراق ، والصين (التي احتلتها اليابان).
السؤال ماهو السبب الذي جعل اقوى الجيوش تندحر وتعلن هزيمتها المذلة بعد ان احتلت وسيطرة عسكريا ؟ الجواب هو عدم قدرتها على السيطرة والاستمرار بسبب ، المقاومة الشعبية المسلحة والتي اطلق عليها (حرب العصابات )، حيث الكر والفر والكمائن والاستنزاف.
المقاومة الشعبية المسلحة تعتمد في نجاحها على :
١- الدعم الخارجي ، السياسي والاقتصادي والاعلامي والحربي (اسلحة ومعدات).
٢- المنطقة الآمنة ، والتضاريس من جبال ،غابات ، وديان ومستنقعات.
٣- الحاضنة الشعبية التي تتحرك بها ومن خلالها المقاومة وهذا يعتمد على امرين :
أ- اللغة التي يتعامل بها ومن خلالها المحتل مع ابناء البلد وهنا تلعب النزعة القومية دورا فعالا .
ب- الدين ، للدين اهمية كبيرة في تعامل ابناء الشعب مع الجندي المحتل ، وهنا يدخل البعد الطائفي ايضا .
ج- العادات والتقاليد لها دور كبير في التعامل بين المحتل والشعب الواقع عليه الاحتلال .
من خلال ماتقدم نرى ان المقاومة الفيتنامية انتصرت،، لا الاتحاد السوفيتي ولاالصين كانوا داعمين لها ، وان المحتل الفرنسي ومن ثم الامريكي قطع الاف الكيلو مترات وجاءت الى فيتنام ، التي تمتاز اراضيها الوعرة والمستنقعات، وان ديانتها ولغتها وحاضنتها الشعبية وعاداتها وتقاليدها تختلف عن الجيش الغازي ، هذا الامر معيار نقيس عليه ، الوضع الافغاني والصيني ، لكنه يختلف عن الوضع في العراق ، فهناك اختلاف ، هو عدم وجود قاعدة آمنة وعدم وجود غابات وجبال ووديان ومستنقعات وعدم وجود دول داعمة ، مع ذلك فان المقاومة الشعبية العراقية انتصرت بالاعتماد على الارادة والخبرة والحاضنة الشعبية فقط.
نعود الى المقاومة الشعبية الاوكرانية التي يعول عليها الحلف الاطلسي وامريكا ، الجيش الروسي جاء من بلد مجاور ولم ياتي من مكان بعيد وبالتالي فخطوط الامداد ونزول الجندي لزيارة عائلته والاتصال بهم سهلة ، وان هناك مشتركات بين الجيش الروسي والشعب الاوكراني ، ومنها اللغة (سلوفاكية)، والدين ،(ارثدوكس)، وهناك حاضنة شعبية للجيش الروسي (حيث تعيش نسبة كبيرة ذات جذور روسية في اوكرانيا )، قد تحصل المقاومة الاوكرانية على مناطق امنة وحاضنة شعبية ، لكنها سوف تصطدم باللغة والدين وكل المشتركات الاخرى.
ان مقومات نجاح المقاومة الاوكرانية ليست متوفرة كما توفرت في فيتنام وافغانستان والصين والعراق ، فما معنى اكداس الاسلحة والاعتدة التي تصل الى هذه المقاومة دون المقومات الاخرى ، التي تعني الكثير وهي اللغة والدين والعادات والتقاليد ، والارادة .
الارادة هنا مهمة ومن الصعب ان نقول بان الشعب الاوكراني يتمتع بها لاسباب التالية :
اولا- مجتمع خليط من اعراق مختلفة وغير متجانس .
ثانيا – شعب عيونه على قشور الحضارة الغربية ، المشارب والمراقص والشذوذ الجنسي… الخ .
ثالثا – اذا ماقارنا بين الشعب الاوكراني والشعب العراقي او الافغاني ، نجد ان ابناء العراق والافغان لديهم معانات اقتصادية وسياسية واجتماعية ، وخبرة طويلة تمتد سنوات طويلة بالحروب ، بالمقابل لم نسمع ان الشعب الاوكراني قد دخل حرب ضروس ، لذا نجد ان جنوده وحرس الحدود يستسلمون للجيش الروسي بكل يسر ، مع ملاحظة ان قيادته مدنية ، تعتمد على المستشارين الصهاينة والامريكيين ، وهذا لن يساعدهم كثيرا.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى