
أهم الأخبارمقالات
المفاوضات بين الطرفين
دهريوسف الشمري
هل يمكن أن تعود الأمور بين أمريكا وإيران إلى ما كانت عليه قبل الثورة؟ من غير المرجّح أن تعود العلاقات إلى ما كانت عليه قبل ثورة 1979، حين كانت إيران حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة في المنطقة. النظام الإيراني الحالي قائم على أيديولوجية مناهضة للغرب، خاصة أمريكا، والعقوبات، والملف النووي، وأدوار إيران الإقليمية، كلها تعقّد أي عودة شاملة للعلاقات. نعم، ممكن تكون في تفاهمات جزئية أو مؤقتة، لكن عودة كاملة “كما قبل” صعبة جداً بدون تغيّر كبير داخلي في أحد الطرفين.
وماذا عن الشعوب غير الفارسية داخل بمايسمى إيران؟
هذا موضوع حساس ومهم. إيران دولة متعددة القوميات، ومنها العرب (الأحوازيون)، الأكراد، الآذريون، البلوش، وغيرهم. هذه الشعوب تعاني من التهميش الثقافي والسياسي والاقتصادي، والكثير منها يطالب بحقوق أكبر، وأحياناً بالاستقلال.
ومنهم نحن الأحوازيون وبالخصوص، نعاني من تهميش مضاعف بسبب كونهم عرباً ونعيش في منطقة غنية بالنفط والغاز والزراعة وثروات أخرى. ومنها الاحتجاجات، والاضطرابات التي تحصل بين فترة وأخرى في الأحواز، وتعكس رفضاً للسياسات المركزية الفارسية، لا سيما عندما تكون مدعومة بعنف أمني أو تمييز لغوي وثقافي.
وهل سيسكتون؟
ما دام الظلم موجوداً، فالصوت سيبقى موجوداً. قد تُخمد بعض الحركات لفترة، لكن الشعور بالهوية والرغبة في العدالة لا يموت. النظام يحاول دائماً السيطرة، لكن المقاومة بأشكالها المختلفة، سواء سلمية أو غيرها، مستمرة.
الأمور بين أميركا وإيران لن تعود كما كانت، لكن قد تحدث تفاهمات مصالح.
و الشعوب غير الفارسية، ومنهم الأحوازيون، لن يسكتوا ما داموا يشعرون بالتمييز والحرمان.
وهل يتحول ملف الأحواز إلى قضية دولية مدعومة على نطاق واسع من قبل حكومات أو منظمات كبرى. وهذا يتوقف علينا كاحوازين أن نتحرك وبسرعة لنكون رقما لامعا امام تلك التحديات في المفاوضات المقبلة.