
المحيبس والتضامن: كيف يحتفل الأحوازيون بشهر رمضان رغم الضغوط
في أول يوم من شهر رمضان المبارك، تشهد قرى ومدن الأحواز تناغمًا ثقافيًا ودينيًا يعكس التقاليد العربية الأصيلة الممزوجة بالخصائص المحلية. تبرز هذه المناسبة في الأحواز كفرصة لإحياء العادات الاجتماعية والدينية التي ترسخ الهوية العربية، وفي الوقت نفسه تعدّ مجالًا للتعبير عن التحديات السياسية التي يواجهها الأحوازيون في ظل الضغوط الإيرانية المستمرة.
لعبة “المحيبس”
بعد الإفطار، يتجمع الشباب في المناطق العامة أو المنازل للمشاركة في لعبة “المحيبس”، وهي لعبة تقليدية تحظى بشعبية كبيرة في الأحواز وتشترك فيها مع العراق ودول الخليج. تعتمد اللعبة على تخبئة خاتم من قبل فريق ومحاولة الفريق الآخر اكتشاف مكانه.
هذه اللعبة لا تعتبر مجرد تسلية، بل تساهم في تعزيز الروابط الاجتماعية بين أفراد المجتمع، إضافة إلى إضفاء بعد ترفيهي على ليالي رمضان، مما يجعلها جزءًا من الأجواء الرمضانية المميزة.
التجمعات الشبابية لنقل الوعي
إلى جانب اللهو والترفيه، تتحول بعض التجمعات الشبابية في الأحواز إلى فرص حيوية لنقل الوعي السياسي والاجتماعي. يتناقش الشباب في قضايا حساسة تتعلق بالهوية العربية، وتحدياتهم المستمرة في مواجهة الاحتلال الإيراني.
ورغم محاولات سلطات الاحتلال الإيراني فرض رقابة صارمة على هذه النقاشات، فإنها تظل جزءًا من الحراك الثقافي الخفي الذي يعكس تمسك الأحوازيين بإرثهم الثقافي، وتأكيدهم على هويتهم العربية.
رغم الضغوط السياسية والاجتماعية، يستمر الأحوازيون في ممارسة عاداتهم وتقاليدهم الرمضانية بطرق غير مباشرة. فهم يعكفون على الحفاظ على تميزهم الثقافي والتراثي، محاولين تمرير هذه العادات للأجيال الجديدة رغم القيود المفروضة. يشكل رمضان فرصة لتجديد الوعي بالذات، وتعزيز الروابط الإنسانية بين أفراد المجتمع، مما يجعل هذا الشهر الكريم بمثابة حالة ثقافية تجمع بين العبادة والاحتجاج السلمي في آن واحد.