أخبار العالمالأخبار

الكوليرا تفتك باليمنيين بعد تراجع الدعم الدولي لقطاع الصحة

بات وباء الكوليرا، وأمراض الإسهالات المائية الحادة تهدد اليمنيين بشكل خطير، بعد تحذيرات رسمية من تراجع الدعم الدولي للقطاع الصحي في البلاد، في ظل استمرار الحرب الحوثية التي دمرت البنية التحتية للمؤسسات الصحية.

بات وباء الكوليرا، وأمراض الإسهالات المائية الحادة تهدد اليمنيين بشكل خطير، بعد تحذيرات رسمية من تراجع الدعم الدولي للقطاع الصحي في البلاد، في ظل استمرار الحرب الحوثية التي دمرت البنية التحتية للمؤسسات الصحية.

 

وفي منتصف هذا العام قالت منظمة أطباء بلا حدود على موقعها الإلكتروني إن 20 محافظة يمنية من أصل 22 تشهد ارتفاعا ملحوظا في حالات الاسهال المائي الحاد، وتم الإبلاغ عن أكثر من 63 ألف حالة حتى نهاية مايو/أيار الماضي.

 

غير أن الإحصائيات بالإصابات تزايدت في الشهور التالية، لتصل إلى مستويات مخيفة خلال شهري أكتوبر/تشرين أول الماضي ونوفمبر/تشرين ثاني الجاري، في عدد من المحافظات اليمنية.

 

وكشفت المحافظات اليمنية التي تتواجد فيها مراكز متخصصة لمواجهة الإسهالات المائية عن إحصائيات مرعبة سجلتها خلال الأسابيع الماضية، في حين لا يُعرف حجم الإصابات في أغلب المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي الإرهابية.

 

وبحسب تقرير حديث كشف أن حالات الكوليرا في اليمن ارتفعت إلى ما يقارب 220 ألف حالة منذ مطلع العام الجاري 2024، في حين تشير أرقام مفصلة من المحافظات المحررة عن تصاعد وتيرة الإصابات بالأسابيع الأخيرة.

 

مكتب الصحة العامة والسكان في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن (جنوب اليمن)، أكد وجود عشرات الإصابات بمرض الكوليرا، بحسب الإحصائيات الواردة من المستشفيات الحكومية والعامة بالمدينة.

 

وقال المكتب في تعميم له، إن حالات الإصابة بالكوليرا تنتشر في المحافظة، مطالباً المستشفيات بتحويل من يتم التأكد من إصابته بالمرض إلى مركز العزل الخاص بالوباء في مستشفى الصداقة، بعد القيام بالإسعافات الأولية.

 

مصادر صحية في مستشفى الصداقة الحكومي، بمديرية المنصورة في عدن قال لـ”العين الإخبارية” إن مركز العزل استقبل خلال الأيام الأخيرة من شهر أكتوبر الماضي، وحتى منتصف نوفمبر الجاري نحو 80 حالة مشتبه بها.

 

ذات المصادر أشارت إلى أن ثمة إصابات بالكوليرا ضمن تلك الحالات، كما لفت إلى أن نسبة كبيرة من المصابين لا يتم توثيق حالاتهم في مركز العزل المعتمد حكوميا، خاصة أن أعداد منهم يذهبون للعلاج في مستشفيات أهلية لا تعمل على التواصل مع مركز العزل الرسمي.

 

وفي محافظة تعز (جنوب غربي البلاد)، تتزايد أعداد المصابين بالكوليرا إلى أكثر من 8 آلاف إصابة من بينها 52 وفاة منذ مطلع العام الجاري 2024م بحسب الإحصائية التي كشف عنها المسئول الإعلامي لمكتب الصحة بالمحافظة أواخر الأسبوع الماضي.

 

مصدر طبي في المستشفى الجمهوري العام أوضح لـ”العين الإخبارية”، أنه ومنذ بداية الأسبوع الماضي وصل عدد الإصابات بالكوليرا إلى ما يقارب 200 إصابة فقط، في حين يستقبل المستشفى بشكل يومي العشرات من المرضى الذين يعانون من إسهالات حادة.

 

وفي مستشفى مديرية المسراخ الريفي (جنوب تعز) سُجلت 1300 حالة اشتباه بالوباء، بحسب رئيس قسم الإسهالات المائية بالمستشفى، جميل عبدالله قاسم، الذي لفت إلى أن حالات الإصابة المؤكدة بلغت 25 حالة، سُجلت منها حالة وفاة واحدة.

 

وأوضح رئيس القسم، في تصريحات صحفية، أن قسم الكوليرا في المستشفى الريفي يستقبل يوميًا نحو 30 حالة إصابة بالإسهال المائي الحاد.

 

أما في محافظة حضرموت (شرق اليمن)، فقد شهدت ارتفاعا ملحوظا في حالات الإصابات بالإسهالات المائية الحادة، وسط قلق متزايد بين السكان.

 

وقال مسؤول الترصد الوبائي في مديرية تريم، خالد علوا لـ”العين الإخبارية” إن المرافق الصحية استقبلت خلال الأيام الماضية عددًا كبيرًا من الحالات المصابة، وصل إلى 82 حالة في غضون 25 يومًا فقط، بينهم أطفال ونساء وكبار السن.

 

ولفت المسؤول الصحي إلى أن هناك جهودا كبيرة تبذلها السلطات المحلية ومكتب الصحة بالمديرية؛ لإجراء الفحوصات الميدانية والتحاليل اللازمة لاكتشاف أسباب الوباء.

 

وأكد أن ثمة تحركات لتوفير المحاليل الطبية اللازمة لمواجهة الوباء، ومكافحته المرض قبل خروجه عن السيطرة، بحسب وصفه.

 

وكان 5 أشخاص قد توفوا بمرض الكوليرا خلال نحو شهر ونصف، في مخيم السويداء للنازحين بمحافظة مأرب.

 

وقال مانع الجبري، مدير العلاقات والإحصاء في مستشفى الميل الميداني بالمخيم، إن المستشفى يستقبل يوميًا حوالي 150 حالة، معظمهم من النساء والأطفال، تتنوع بين الإسهال والحميات.

 

وأضاف أنه يتم الرفع بشكل يومي إلى مكتب الصحة العامة والسكان بنحو 5 حالات اشتباه بالكوليرا، والتي يتم تحويلها إلى زاوية الإرواء المحددة من قبل المكتب، فيما نتعامل مع الحالات العادية رغم شحة الإمكانات وقلة الأدوية.

 

وأشار الجبري في تصريحات صحفية إلى أن إجمالي حالات الإسهال المسجلة في مستشفى الميل فقط خلال شهر أكتوبر وحتى منتصف نوفمبر بلغت 340 حالة، منها 311 حالة إسهال عادية، و18 حالة اشتباه بالكوليرا، وست حالات مؤكدة بعد الفحص.

 

وكشف أن النازحين في المخيمات يعانون من عدم القدرة على التنقل للوصول إلى المستشفيات المحولين إليها؛ مما يضاعف الحاجة إلى إنشاء زاوية إرواء طارئة داخل المخيم لتجنب تفاقم الوضع.

 

ودعا إلى توفير الأدوية بشكل عاجل إلى المستشفى الذي يستهدف 1700 أسرة في المخيمات وتلبية احتياجات المرضى.

 

كما تزايدت حالات الإصابة بالإسهالات الحادة والكوليرا في مديرية حيس بمحافظة الحديدة (غرب اليمن).

 

وكشف مدير مكتب الصحة في المديرية، محمد طالب حمنة، عن تسجيل المركز 1121 حالة إسهال حادة ومتوسطة، خلال سبتمبر/أيلول الماضي، بينما انخفضت الحالات في أكتوبر/تشرين أول الماضي إلى 328 حالة.

 

وأضاف: ومع بداية نوفمبر/تشرين ثاني وحتى الآن، سجلت 235 حالة، بينها إصابات مؤكدة بالكوليرا عبر الفحص المخبري، أسفرت عن 3 وفيات.

 

وكانت الحكومة اليمنية قد حذرت من تراجع الدعم الدولي للقطاع الصحي في اليمن، والذي أعلنت عنه منظمات أممية ودولية عديدة، وباتت تبعاته تظهر حاليا على المستوى الشعبي بشكل حاد.

 

وهو ما اعترف به وزير الصحة العامة والسكان اليمني، دكتور قاسم بحيبح، خلال مؤتمر صحفي قبل أشهر، حضرته “العين الإخبارية”، كشف فيه أن تراجع التمويل الدولي سيؤثر بشكل سلبي على الوضع الصحي والغذائي، وسيجعل حياة الكثير من الأطفال والنساء مهددة.

 

وحذر الوزير اليمني من أن تراجع التمويل قد يتسبب في إغلاق قرابة 1000 مركز صحي متخصص في مواجهة الأوبئة، مع انعدام خدمات التحصين والتغذية ورعاية النساء الحوامل، وكشف بحيبح أن نصف أطفال اليمن تحت سن 5 سنوات يعانون حاليا من سوء تغذية مزمن.

 

ويأتي تراجع الدعم الدولي من المؤسسات والمنظمات المانحة لقطاع الصحة في اليمن، في ظل تدمير الحرب الحوثية للبنى التحتية الصحية، وشل العمل في أكثر من ثلثي المستشفيات والمراكز الصحية بالبلاد.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى