الكواكب المارقة.. اكتشاف مذهل لـ «عالم لا يخطر على بال» بالفضاء
تخيل أن الأرض طُردت فجأة من النظام الشمسي وبدأت تطفو عبر المجرة بمفردها.
تخيل أن الأرض طُردت فجأة من النظام الشمسي وبدأت تطفو عبر المجرة بمفردها.
هذا هو الكوكب المارق، وربما تكون بعض هذه الكواكب المارقة قد تشكلت من تلقاء نفسها في الفضاء السحيق، في حين هناك احتمالات أن بعضها كان جزءاً من النظام الشمسي قبل أن تُطرد بسبب اضطرابات الجاذبية.
ومنذ أن تمّ ملاحظتها لأول مرة في عام 2000، وجد علماء الفلك مئات من هذه الكواكب المارقة.
ويعتقد بعض العلماء أنه قد يكون هناك ما يصل إلى 2 تريليون منها في مجرتنا وحدها.
ومؤخراً، اكتشف علماء الفلك باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي، ستة كواكب مارقة جديدة في مكان غير متوقع، وهي منطقة تشكل النجوم الشابة تسمى (سديم NGC 1333)، والتي تبعد حوالي 1000 سنة ضوئية في كوكبة برساوس.
أحد هذه الكواكب كان مثيراً للاهتمام بشكل خاص لأنه أخف كوكب مارق اكتُشِف على الإطلاق، وله قرص من الحطام حوله، مما يشير إلى أنه قد يشكل نظاماً شمسياً صغيراً خاصاً به، على غرار كيفية تشكل النجوم.
وجرى هذا الاكتشاف بقيادة آدم لانجفيلد من جامعة جونز هوبكنز، وكانت النتائج مهمة للغاية لدرجة أنها قُبِلت للنشر في دورية “أسترونوميكال جورنال”.
وللعثور على هذه الكواكب المارقة، استخدم الفريق البحثي طريقتين، هما العدسة الثقالية الدقيقة والتصوير المباشر، حيث تشبه الأولى استخدام عدسة مكبرة كونية، حيث يمكن لجاذبية جسم ضخم أن ينحني الضوء من شيء خلفه، مما يجعل من السهل اكتشاف أجسام أصغر مثل الكواكب المارقة، ومن ناحية أخرى، يتضمن التصوير المباشر اكتشاف الحرارة (الإشعاع تحت الأحمر) التي تنبعث من هذه الكواكب.
خلال مسح عميق للسديم (NGC 1333)، أعاد الفريق فحص الأقزام البنية التي تم رصدها سابقًا، وهي أجسام كبيرة جداً بحيث لا يمكن اعتبارها كواكب ولكنها صغيرة جداً بحيث لا يمكن اعتبارها نجوماً، ووجدوا قزماً بنياً جديداً مع رفيق بحجم كوكب.
لكن المفاجأة الكبرى كانت اكتشاف ستة كواكب مارقة، كل منها بكتلة تتراوح بين خمسة إلى عشرة أضعاف كتلة المشتري.
وهذه الكواكب هي بعض من أصغر الكواكب المارقة التي تم اكتشافها على الإطلاق والتي تشكلت بشكل مشابه للنجوم والأقزام البنية.
أخف هذه الكواكب، حوالي خمسة أضعاف كتلة المشتري، لديه قرص حطام حوله، وهذا مثير لأنه يشير إلى أن هذا الكوكب ربما يكون قد تشكل بنفس الطريقة التي تشكلت بها النجوم، ويمكنه حتى تشكيل نظام كوكبي صغير خاص به.
وأوضح راي جايواردانا، وهو عالم آخر في الفريق، أن هذا الاكتشاف يُظهر أن الكواكب المارقة يمكن أن تتشكل بطريقتين على الأقل: مثل النجوم، من سحابة من الغاز والغبار المنهارة، أو مثل الكواكب، داخل قرص من المواد حول نجم صغير.
ويخطط الفريق لمواصلة دراسة هذه الكواكب المارقة لمعرفة المزيد عن غلافها الجوي وكيفية مقارنتها بالأقزام البنية والعمالقة الغازية، وكما يريدون معرفة ما إذا كانت هذه الكواكب المارقة قد يكون لها أقمارها الخاصة أو أجسام صغيرة أخرى تتشكل حولها.
ويمكن أن تساعد نتائجهم علماء الفلك في تقدير عدد الكواكب المارقة الموجودة في مجرتنا بشكل أفضل، وإذا كان 10% من الأجسام في منطقة تشكل النجوم كواكب مارقة، فقد يعني ذلك وجود ما بين 90 إلى 360 مليار عالم مارق يطفو عبر مجرة درب التبانة، بعضها قد نستكشفه في المستقبل.