القمع في كردستان: الحرس الثوري الإيراني يهدد أطفال قرية ‘ني’ بتهم سياسية
كشفت تقارير حقوقية عن تصعيد ملحوظ في إجراءات القمع التي تتخذها السلطات الإيرانية ضد سكان قرية “ني” التابعة لمريوان في إقليم كردستان. حيث استدعى عملاء استخبارات الحرس الثوري الإيراني ما لا يقل عن 20 طفلاً ومراهقًا من القرية، وأخضعوهم للاستجواب والتهديد في فترة زمنية قصيرة بين 13 و15 أغسطس.
بحسب منظمة حقوق الإنسان هانغاو، تم استدعاء الأطفال والمراهقين، الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً، بتهم تتعلق بـ”النشاط الدعائي لأحد الأحزاب” ضد طهران. لكن لم يُفصح عن تفاصيل دقيقة حول طبيعة هذه الأنشطة أو أمثلتها.
وأفادت التقارير أن التهديدات التي تعرض لها هؤلاء الشباب كانت خطيرة لدرجة أن أحدهم عانى من اضطرابات “جسدية وعقلية” وتم نقله إلى مراكز طبية لتلقي العلاج.
هذا الحادث يأتي في سياق تصاعد التهديدات والترهيب الذي يتعرض له سكان قرية “ني”. ففي عشية عيد النوروز عام 2022، كانت إدارة استخبارات ماريفان قد استدعت العشرات من أهالي القرية وهددتهم بهدف “منع الاحتفال بعيد النوروز في هذه القرية”.
و يُعتبر عيد النوروز مناسبة هامة يُحتفل بها في المناطق الكردية في إيران بشكل جماعي في الهواء الطلق، ويتميز بالرقص الجماعي وإشعال النار، وهو ما يُبرز أهمية الاحتفال في الثقافة الكردية.
وتُظهر التقارير تصاعداً في الإجراءات القمعية التي تشمل تهديدات وترهيب للمدنيين، بما في ذلك الأطفال والمراهقين. وتعتبر منظمة حقوق الإنسان هانغاو هذه الممارسات انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، وتدعو إلى تحقيق دولي في هذه الحوادث لضمان حماية المدنيين من هذه الانتهاكات.
يُعتبر تصعيد القمع ضد الأطفال والمراهقين في قرية “ني” جزءاً من نمط أوسع من السياسات القمعية التي تستهدف الأقليات في إيران. وفي ظل تصاعد الأوضاع، يبقى الأمل معلقاً على المجتمع الدولي للتدخل واتخاذ إجراءات لضمان احترام حقوق الإنسان وحماية المدنيين من الانتهاكات المستمرة.