تقارير

الفشل يسبق “رئيسى” للكرسي.. وإعلام خامنئى يبرر له

 
من الواضح أن الفشل يسبق حكومة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسى، وهذا مالاحظه الجميع، حيث سعت وسائل إعلام تابعة للمرشد الإيراني على خامنئى إلى تجميل صورة الحكومة امام الرأى العام العالمى والداخلى، حيث  وصفت حكومة إبراهيم رئيسي بـ”الحكومة المظلومة” و”الحكومة الأكثر اضطهادًا” قبل توليها السلطة،.
وأدعت وسائل الإعلام الموجهة والممولة من خامنئى أن “هذه الحكومة تتسلم أنقاضًا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، واكدت أن رئيسى مؤمن ومجتهد فسيجعل الوضع على الأقل أفضل مما هو عليه الآن”.
 وقد آتى رئيسى بعد المسرحية الساخرة التى أقامتها دولة الاحتلال الفارسي فى التظاهر بانتخابات عادلة وهو ماسبق أن قاطعها معظم الشعب الفارسي وأكدوا على ذلك ، خرج علينا الإعلام الفارسي ليعلن فوز المرشح إبراهيم رئيسي بانتخابات الرئاسة.، وذلك بنسب وهمية بلغت 62% من إجمالي الأصوات حاصدا 17.8 مليون صوت، وبالرغم من مقاطعة الانتخابات لم يخجل النظام من تأكيد على مشاركة 28 مليون ناخب في الانتخابات من إجمالي 59 مليون ناخب مسجل.
وجاء ذلك بعد يومين من تسليط وسائل الإعلام الفارسية الضوء على العراقيل والتحديات أمام الرئيس الفارسي الجديد إبراهيم رئيسي حسب ماحددها الخبراء فى الداخل الإيرانى، واعتبر الإعلام أن هناك أهم خمسة تحديات، اعتبرتها الأهم بين سائر التحديات التي تنتظر رئيسي على صعيد السياسة الخارجية .
 
والتى أوضحت أن فى مقدمتها  العقوبات والملف النووي قائلة أنه  سيترك خلال أسابيع قليلة مصير الملف النووي بين يدى حكومة إبراهيم رئيسي إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في محادثات فيينا خلال الأيام المقبلة،و أن رئيسى ربط خطته لتعزيز وتوسيع السياسة الاقتصادية الإيرانية بإلغاء العقوبات، وذلك ما أكده خلال أول كلمة له قائلا “بالنسبة إلى رفع العقوبات، يجب أن أقول إن أي حكومة تتولى مقاليد الحكم ينبغي عليها العمل على إلغاء العقوبات الجائرة بقوة”. ورغم تفاؤل حكومة روحاني وإشاراتها إلى احتمال إلغاء العقوبات بعد 6 جولات من المحادثات في العاصمة النمساوية منذ أبريل الماضي، إلا أن بعض النقاط لم يتم التوصل لاتفاق حولها بعد، حيث تطالب طهران أولاً بإلغاء العقوبات التي لا ترتبط بالملف النووية، وبالتحديد تلك التي تتعلق بحقوق الإنسان والإرهاب.
 كما أشارت أن التقارب مع إدارة بايدن وأوربا من اكثر العراقيل التى تواجه رئيسى  نظراً لقيام إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن برأب الصدع الذي تركته إدارة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، بين ضفتي الأطلسي أي مع الشركاء الأوروبيين. وستواجه حكومة إبراهيم رئيسي المزيد من التنسيق داخل المحور الغربي لمواجهة طهران، بعد التقارب بين أوروبا والولايات المتحدة.
والجدير بالذكر أن بعد فرض العقوبات الإقتصادية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على دولة الاحتلال الفارسى، أصبح خامنئي ‏وعصاباته غير قادر على الوصول إلى عشرات المليارات من الدولارات من الأموال المجمدة في دول أخرى ، والتي تضمنت العقوبات على صادرات الطاقة، مثل البترول، بجانب مليارات الدولارات بسبب العقوبات الأميركية على قطاعي البنوك والطاقة.
 
وتحاول السلطات الفارسية إلغاء هذه العقوبات في مفاوضات فيينا. وقد يكون هذا الإصرار الإيراني أحد العقبات أمام التوصل إلى توافق سريع حول إلغاء العقوبات المتعلقة بالأنشطة النووية الإيرانية.
 كما أن مكافحة غسيل الأموال من العراقيل التى سردها الإعلام الفارسي،وقد قدمت  حكومة الرئيس الفارسي حسن روحاني المنتهية ولايته أربع لوائح بهذا الصدد صادق عليها البرلمان السابق الذي كان المعتدلون والإصلاحيون يشكلون الأغلبية فيه. وبعد خلاف البرلمان مع مجلس صيانة الدستور، فقد أحيلت اللوائح إلى “مجلس تشخيص مصلحة النظام”، إلا أنها لا تزال على رفوف المجلس،
ومؤخرا برز ملف جديد على الطاولة الفارسية  وهو العلاقة مع  طالبان والتى تعتبر علاقتها مع  و”لواء فاطميون” التابع للاحتلال الفارسي فى سوريا علاقة وطيدة للغاية، وهذا ماأثار قلق أفغانستان التى اتهمت طهران بتمويل طالبان ،إلا ان انسحاب القوات الغربية من أفغانستان أحد التحديات التي لا يمكن لطهران تجاهلها، نظراً للفراغ أمني الذي يتركه هذا الانسحاب في الدولة المجاورة لإيران من الشرق. فضلاً عن احتمال تصاعد الأنشطة الإرهابية في أفغانستان وانتشارها إلى دول الجوار بما في ذلك إيران، يشكل خطراً أمنياً حقيقياً، ومن هذا المنطلق حاولت طهران حل الخلافات بين “حركة طالبان” والحكومة الأفغانية، وفي هذا الإطار نظمت حكومة روحاني مؤخراً مؤتمراً بمشاركة الجانبين في العاصمة الإيرانية.
ويأتى الملف الأكثر تعقيدا وهو العلاقات مع السعودية حيث يعتبر التحدي الأهم أمام حكومة إبراهيم رئيسي على صعيد السياسة الخارجية الإيرانية في المنطقة هو الحاجة إلى تهدئة التوترات مع الجيران، وخاصة الجيران الخليجيين و”تحديداً المملكة العربية السعودية” والتي تشهد توتراً منذ ما يقرب من نصف عقد من الزمن، بسبب عدد من القضايا، منها الخلافات حول الوضع في اليمن وسوريا ولبنان. وخاصة بعد قطع الرياض وعدد من الدول العربية علاقاتها مع إيران في عام 2016، في أعقاب الهجوم على السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد.

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى