مقالات

الشيخ نعيم وسمعة لبنان

عماد موسى
 
بكثير من الخيلاء والإمتلاء من الذات والإستعلاء، حدد نائب المرشد الأعلى، طبيعة لبنان الذي يريد. بقي الشيخ بيار الجميل مؤسس “الكتائب اللبنانية” أكثر من ربع قرن يسأل من دون أن يجيبه أحد. الشيخ نعيم أجاب بصوته الأقرب إلى مثقاب كهربائي أي لبنان يريد لا أي لبنان يريده جميع أبنائه: “إنّنا مع لبنان الّذي يريد مستقبل أجياله، ويكون سيّداً مستقلّاً وقويّاً، فهذا لبنان الّذي أصبحت له سمعة في ‏العالم بسبب المقاومة وبسبب الانتصارات، هذا هو لبنان الّذي نريده، فمن أراد التَحق به، ومن لم يرد فليبحث عن حلّ آخر. أنتم لا تشبهون لبنان، نحن الّذين نشبهه، لأنّ من يرتبط بوطن يجب أن يرتبط به سيّداً حرّاً مستقلّاً”.
 
أن يتوجه الشيخ نعيم بمثل هذا الكلام إلى جمهوره في احتفال ‏العباءة الزينبية شيء وأن يكون كلامه موجهاً إلى عموم اللبنانيين شيء آخر. في الحالة الأولى يستطيع أن يصول في ميدان التاريخ وأن يجول على السياسة المالية، وأن ينصّب نفسه قاضي القضاة، ومرجع التشريع الأول وإله الدستور من دون منازع ولا من يزم شفتيه تعجّباً ولا من يقول لا… يا شيخ!
 
في الحالة الثانية، يُفترض بالشيخ نعيم أخذ نفس عميق وتوسعة طاقة صدره الإستيعابية لسماع الرأي الآخر عن لبنان، الذي لا يمكن أن يكون كما يُريد له “حزبُ الله” أن يكون.
 
أي صدى إيجابي وصل إلى مسامع الشيخ نعيم ليتحدث عن سمعة لبنان في الخارج؟ في أي بلد يشيدون بأفعال المقاومة الإسلامية؟ في الجمهورية الإسلامية أو في المملكة المتحدة؟ في أفغانستان أو في كندا؟ في كوريا الشمالية أو في إيسلنده؟ في سورية الأسد أو في فرنسا؟
 
سمعة لبنان في الخارج: دولة ضعيفة أمام ميليشيا قوية. دولة عاجزة عن بسط سيادتها على أراضيها. دولة لا تستطيع أن تحمي قاضياً وقضاء. دولة فاشلة على كل المستويات. دولة مدرج حزبها الأقوى على لوائح الإرهاب. دولة اقتصادها منهار وفسادها مزدهر. دولة شعبها يجوع. دولة ديمقراطيتها ابتزاز. دولة تصدّر أجود أنواع الكبتاغون…دولة يخوَّن فيها السياديون. دولة تكاد تفقد حضورها الفني والثقافي والحضاري…
 
السمعة بالأرض يا شيخ.
 
ولو كان لبنان أنثى. لصحّ فيه ما توصف به كل امرأة سيئة السمعة.
 
إلى مسألة السمعة، دعا سماحة الشيخ الجليل، بكل ثقة، المضلَّلين إلى الإلتحاق بلبنان الذي يريده، أو “فليفرقوه بريحة طيبة”. الدعوة المسمومة تلك تعني، بكل بساطة، أن تمزق عوائل الإنعزاليين صور شهدائها، وأن “يقبع” مؤرخو عصر المقاومة شارل مالك وكميل شمعون وجواد بولس وفؤاد أفرام البستاني وبشير الجميّل وبطاركة الإستقلال الأول والثاني من صفحات التاريخ، وتعني الدعوة لعن الموسيقى واحتقار الجمال وحظْر ربطات العنق على الرجال ومنع تجوال التنانير القصيرة على رصيف العشّاق.
 
نقلا عن نداء الوطن
 

موضوعات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى