أخبار الأحوازأهم الأخبار

الشيخ علي جابر الشيخ خزعل يُحيي الذكرى المئوية لاحتلال الأحواز بكلمة نارية تؤكد استمرار النضال ورفض الخنوع

 

ألقى الشيخ علي جابر الشيخ خزعل كلمة تاريخية بمناسبة الذكرى المئوية لاحتلال الأحواز من قبل إيران، مؤكداً خلالها أن قضية الأحواز ستظل حية في وجدان الأحرار، وأن الشعب الأحوازي، رغم قرنٍ من القهر والتهميش، لا يزال ثابتاً على أرضه، متمسكاً بهويته، ومصراً على استعادة حريته.

وقال الشيخ خزعل إن الاحتلال لم يكن يوماً قدراً لا مفر منه، بل فعل مرفوض ومؤقت، محذراً من أن الصمت العربي والدولي تجاه ما يحدث في الأحواز يُعد مشاركة ضمنية في الجريمة، ويشكل خذلاناً للتاريخ والقيم والإنسانية. واعتبر أن ما مرت به الأحواز على مدى قرنٍ من الزمن ليس مجرد احتلال عسكري، بل حرب وجودية استهدفت الهوية، واللغة، والذاكرة، والكرامة.

وأكد في كلمته أن العروبة لم تُنتزع من قلوب الأحوازيين رغم محاولات الطمس، وأن جذورهم لا تزال ضاربة في عمق الأرض، مهما حاول الاحتلال اجتثاثها، مشيداً بصمود الأحوازيين في الداخل والخارج، الذين لم يتخلوا عن قضيتهم، ولم تنل منهم سنوات القمع والملاحقة.

وشدد الشيخ خزعل على أن الاحتلال الفارسي مهما طال، فإن نهايته قادمة، وأن يوم الخلاص ليس ببعيد، لأن الشعوب التي تمتلك الوعي والإرادة لا تُهزم، مضيفاً أن الأحواز ليست قضية محلية، بل اختبار حقيقي لضمير الأمة العربية جمعاء.

وفي ختام كلمته، جدد الشيخ علي جابر الشيخ خزعل العهد للشعب الأحوازي بأن لا مساومة على الأرض، ولا تراجع عن المطالبة بالحرية، وأن النصر حتمي مهما طال الزمن.

وفيما يلي نص الكلمة الكامل:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل من الصبر طريقاً للنصر، ومن التضحية جسراً للحرية، ومن الحق نوراً لا يطفئه ليل الاحتلال…

أيها الأحرار في كل مكان،
أيها الصامدون في وجه العاصفة منذ قرنٍ من الزمان،
أخاطبكم اليوم لا كسياسي، ولا كمسؤول، بل كابنٍ للأحواز… كابنٍ لهذه الأرض التي سُرقت في وضح النهار، وقُدّمت قرابين على مائدة الصمت الدولي والتواطؤ الإقليمي.

نقف اليوم عند مئوية الاحتلال الإيراني لدولتنا… مئة عام ليست رقماً في سجل الزمن، بل جرحٌ مفتوح في خاصرة كل عربي حر… مئة عام من محاولات المحو، من التهجير، من التجهيل، من خنق اللغة، وتزييف التاريخ، ومنع العلم، ومنع الحلم، وملاحقة كل من قال: “أنا أحوازي، وأرضي عربية”.

لكن، ورغم كل ذلك، نحن هنا…
نحن هنا رغم قيد السجان، وصمت الجيران، وتخاذل المنظمات، وتآمر السياسات.
نحن هنا رغم الألم، نقف على أرض الوعي، نحمل في قلوبنا ذاكرة لا تُنسى، وفي أيدينا راية لا تسقط.

أيها الأحوازيون في الداخل والخارج،
لم يكن الاحتلال يوماً قدراً مكتوباً، بل فعلاً مرفوضاً، وغداً – لا محالة – مكسوراً.
نحن لسنا ضحية النسيان، نحن أمة حيّة، تنزف نعم، لكنها تنبض. تنكسر أحياناً، لكنها لا تنحني.

إيران سرقت أرضنا، لكنها لم تستطع أن تنتزع منّا العروبة.
حرقت كتبنا، لكنها لم تستطع أن تُسكت حناجر أطفالنا حين ينشدون نشيد الوطن.
جرفت نخيلنا، لكنها لم تستطع أن تقتل جذورنا في الأرض.

يا أحرار العرب،
الأحواز ليست هامشاً، إنها اختبار لضمير الأمة. فمن يصمت على مئة عام من الاحتلال، لن يصمد في وجه ساعة من الظلم إن جاء دوره.

إلى العدو الفارسي أقول:
قد تطول ليالي الاحتلال، لكننا أبناء الفجر، أبناء الشمس، لا نبقى طويلاً في الظلمة.
ولن يأتي يوم نطلب فيه إذناً لنُحرر أنفسنا… بل سنأتيكم كما تأتي العاصفة، من حيث لا تنتظرون.

وفي الختام،
أعاهدكم باسمي، وباسم كل حرٍ ينتمي إلى تراب الأحواز،
أن لا نساوم، لا نهادن، لا ننسى.
سنُعيد للتاريخ توازنه، وللهوية هيبتها، وللوطن كرامته.
سنُعيد الأحواز حرة عربية، مهما طال الزمن، ومهما عظمت التضحيات.

المجد للشهداء،
العهد للأرض،
والنصر قادم لا محالة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى