أهم الأخبارمقالات

الربح والخسارة

ماذا لو اندلعت حرب بين إيران وأمريكا؟ الربح والخسارة للأحواز والأحوازيين

 

الحديث عن احتمال نشوب حرب بين إيران والولايات المتحدة يفتح بابًا واسعًا للتكهنات والتحليلات، خاصة في ما يتعلق بالمناطق ذات الطابع القومي المختلف عن المركز الإيراني، وعلى رأسها الأحواز، ذات الغالبية العربية والموقع الاستراتيجي والثروات الطبيعية الهائلة. فكيف سيكون أثر هذه الحرب المحتملة على الأحوازيين؟ وهل ستكون فرصة للتحرر أم كارثة إنسانية؟ لنحلل السيناريو من جانبي “الربح” و”الخسارة”.
أولاً: فرص “الربح” للأحواز إذا الشعب أراد الربح،
1. إضعاف قبضة النظام الإيراني
أي حرب كبيرة ستُضعف المنظومة السياسية والعسكرية الإيرانية، خاصة إذا استهدفت البنية التحتية والمؤسسات السيادية. هذا الضعف قد يفتح المجال أمام الشعوب غير الفارسية، ومنها الشعب العرب الأحوازي، للمطالبة بحقوقهم أو حتى السعي نحو تقرير المصير.
2. فرصة لإبراز القضية الأحوازية دوليًا،
غالبًا ما تزداد تغطية الإعلام العالمي للأقليات والقوميات المهمّشة. وقد تكون هذه فرصة ذهبية لتسليط الضوء على الظلم الواقع على الأحوازيين منذ قرن تقريبًا.
3. تشكل حراك داخلي أو مقاومة مسلحة
مع انهيار القبضة الأمنية، قد تنشط حركات المقاومة أو تشكل خلايا جديدة تسعى لتحرير الاحواز أو فرض نوع من الحكم الذاتي.
4. التواصل مع المجتمع الدولي
في حال وجود فراغ سياسي وأمني، يمكن للأحوازيين في الداخل والخارج التواصل مع جهات دولية لعرض قضيتنا بشكل رسمي، وربما المطالبة بحماية دولية أو دعم سياسي.
واعني بالمنطقة ذات الثروة وغالبًا ما تكون المناطق الغنية بالنفط – كالأحواز – هدفًا أوليًا. القصف الأمريكي أو الرد الإيراني قد يُدمّر منشآت حيوية، ويُعرض المدنيين الأحوازيين لخطر الجوع أو القتل من الفرس وما يتبعهم.
استغلال الحرب لقمع أي صوت معارض
النظام الإيراني قد يستغل الحرب كمبرر لضرب أي تحرك داخلي، بحجة الحفاظ على “الوحدة الوطنية” من قبل الفرس، مما قد يؤدي إلى موجة اعتقالات أو إعدامات بحق النشطاء الأحوازيي و الفراغ الأمني والفوضى
إذا سقط النظام بشكل مفاجئ، قد تشهد المنطقة حالة من الفوضى الأمنية، وانتشار السلاح، وتصفية الحسابات، مما يضع الأحوازيين في دائرة الخطر بين ميليشيات أو جماعات متطرفة.
وهذا عدم وجود بديل جاهز
رغم وجود حراك أحوازي في الخارج، إلا أنه لا يملك حتى الآن اعترافًا دوليًا واسعًا أو بنية جاهزة للحكم، ما قد يُعقّد أي محاولة لاستغلال اللحظة سياسيًا.
اما حرب بين إيران وأمريكا قد تكون سيفًا ذا حدين بالنسبة للأحوازيين. فمن جهة، هي فرصة تاريخية قد لا تتكرر لتحرير الصوت الأحوازي وتحدي الاحتلال الإيراني، ومن جهة أخرى، قد تكون كارثة إنسانية إذا لم تُدار اللحظة بوعي سياسي وتنظيم شعبي وغطاء دولي عربي منضم اليوم قبل بكرة .
أما بالوقت الرهان الأكبر يبقى على وعي الأحوازيين، ويجب استعدادنا لاغتنام الفرصة إن حصلت دون الوقوع في فوضى ما قبل الحرب ومابعد الحرب. إذا لم يكن هناك سبيلٌ إلا الحرب، فإن من يضطر لها لا يملك إلا خوضها ،

بقلم. دهريوسف الشمري
المستشار الإعلامي لتنفيذية دولةً الاحواز

موضوعات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى