
الراحل طالب المذخور: رمز النضال والفكر السياسي في قضية الأحواز
بقلم: دهر يوسف الشمري
رحل عنا الجار والاخ ابن بلدي وابن وطني المناضل طالب المذخور، تاركًا إرثًا غنيًا بالنضال السياسي والفكر الوطني، مستمدًا قوته من تاريخ عائلته الحافل بالتضحيات من أجل قضية الأحواز. لقد كان طالب ابنًا بارًا للأحواز، حمل هموم شعبه منذ نعومة أظافره، واستلهم الفكر السياسي والنضالي من جده الشيخ مذخور بن محيسن الحياوي الكعبي ، وعمه الشهيد عيسى المذخور، اللذين كرسا حياتهما للنضال من أجل حرية الأحواز وشعبها.
ولد طالب المذخور في منطقة القصبة على ضفاف شط العرب، حيث نشأ وسط بيئة تعج بالروح الوطنية. لكن الظروف القاسية والاستبداد الذي مارسه الاحتلال الفارسي أجبر عائلته على الهجرة، حيث انتقل مع والده الشيخ نصار وعمه الشيخ إبراهيم إلى المنفى، متنقلين بين العربان العراق وسوريا وليبيا، بحثًا عن ملاذ آمن ودعم لقضية الأحواز.
وبعد اندلاع ثورة الشعوب، عادوا الشيخ نصار والشيخ ابراهيم وعوايلهم إلى الأحواز، آملًا أن تحمل هذه الثورة بارقة أمل لحرية شعبهم. لكن الواقع كان أقسى مما تصور، حيث زادت ممارسات القمع والعنصرية الفارسية يومًا بعد يوم، مما أجبره طالب المذخور على العودة إلى المنفى، من جديد وهذه المرة إلى سويسرا، حيث عاش هناك مع أسرته ورفيقته دربه زوجته ام فراس تلك المرأة المناضله والمؤمنه ب قضيتها العادلة، تقاسمت معه المعاناة والنضال، مما يعكس دور آلمرأة الاحوازية في الحركات التحررية، ليس فقط كداعم ولكن كشريك حقيقي في الكفاح. اما الاولاد الأربع والذي ربتهم على المبادئ والقيم حاملة على عتقها المسؤولية أنهي ام فراس تلك المرأة الأحوازية الأصيلة،
لكن حب الأحواز لم يفارق قلبه طالب أبدًا، فعاد إليها من منفاه متسلحن في خضم انتفاضات الشعوب ضد النظام البهلوي ، مشاركًا في النضال من جديد، إيمانًا منه بأن الحرية لا تأتي إلا بالتضحيات. وعمل من هناك مع اخوانه الذين بمعيته، طالب المذخور ترك إرثاً كبيراً وبرحيله، خسر الشعب الأحوازي رجلًا مناضلًا كرّس حياته للقضية الاحوازية ، لكنه ترك وراءه مدرسة من الفكر السياسي والنضالي، ستظل نبراسًا للأجيال القادمة في مسيرة الكفاح من أجل الحرية، وله طالب المذخور خمسة ابناء من الذكور والإناث وهم ماشين على نفس درب .
ومن نزلـت بساحتـه المنايـا فلا أرض تقيـه ولا سمـاء وأرض الله واسـعـة ولكـن إذا نزل القضاء ضاق الفضاء دع الأيام تغـدر كـل حيـن فما يغني عن الموت الـدواء ،