الذكاء الاصطناعي في مهمة للبحث عن حياة خارج الأرض
تُعد مهمة البحث عن الحياة الفضائية بمثابة تحدٍ هائل، ومع ذلك، هناك من يراهن على استخدام الذكاء الاصطناعي لتسريع هذا البحث.
تُعد مهمة البحث عن الحياة الفضائية بمثابة تحدٍ هائل، ومع ذلك، هناك من يراهن على استخدام الذكاء الاصطناعي لتسريع هذا البحث.
أمام خلفية شبيهة بالمجرة، نجد حامد فالي زادجان، عالم كمبيوتر يختار العمل في وكالة ناسا على حساب الوظائف الأكثر ربحية في وادي السيليكون.
وتحت مظلة وكالة ناسا، برع زادجان في مجال التعلم الآلي، حيث قام بتدريب خوارزمية لفحص صور الأوعية الدموية في شبكية أعين رواد الفضاء.
وهذه الخوارزمية ساعدت في فهم التغيرات البصرية في الفضاء. ومع ذلك، فإن شغفه بالنجوم لم يخفَ عليه، إذ يقول: “كنت أتأمل السماء لساعات، متسائلاً عن معنى الحياة وما إذا كنا وحدنا في هذا الكون الواسع”، لكن زملاءه في المجال لم يكونوا متحمسين لتبني الذكاء الاصطناعي كأداة فعالة لاستكشاف الكون.
رغم أهمية الذكاء الاصطناعي، فإن الأنظمة المعقدة المستوحاة من الدماغ تعاني من كونها “صندوقاً أسود” يصعب فهم آلياته، فهي تعتمد على الخلايا العصبية الاصطناعية التي تقوم بحسابات ثم تنقل المعلومات عبر شبكة من العقد.
وهذه الأنظمة تضع علماء الفلك في مأزق، حيث يجدون صعوبة في استيعاب المعلومات الضخمة الناتجة عن التلسكوبات الحديثة.
ومع ذلك، فإن علم الفلك الحديث يواجه عنق زجاجة حقيقي. التلسكوبات تجمع كميات هائلة من البيانات التي تفوق قدرة البشر على تحليلها.
ومن المقرر أن تُعزز مشاريع مثل مرصد فيرا سي. روبين في تشيلي هذا التحدي، حيث سيصور السماء بأكملها كل ثلاثة ليالٍ باستخدام كاميرا بدقة 3200 ميغا بكسل، متوقعًا تسجيل بيانات عن مليون مستعر أعظم سنويًا. فكيف يمكن للعلماء التعامل مع هذا الكم الهائل من المعلومات؟.
في عام 2014، انطلق زادجان في مشروع طموح للبحث عن كواكب مشابهة لكوكب الأرض، بالتعاون مع عالم الفلك جون جنكينز.
ورغم أن الحياة يمكن أن تتواجد بأشكال غريبة، إلا أن العلماء يركزون على البحث عن كواكب صخرية تدور حول نجوم، وتتوافر فيها مياه سائلة.
ولكن التحدي هنا كبير، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد الكواكب في مجرة درب التبانة قد يصل إلى مئات المليارات.
بدأ علماء الفلك هذا المسعى ببطء، حيث تم اكتشاف أول كوكب يدور حول نجم آخر في عام 1995. ومع مرور الزمن، تسارعت الجهود بفضل تلسكوب كيبلر الفضائي، الذي أجرى مسحًا لـ150 ألف نجم على مدار 9 سنوات. تبعه قمر مسح الكواكب الخارجية العابرة، الذي أُطلق في عام 2018، واستهدف نطاقًا أكبر بكثير.
تتطلب عملية تأكيد وجود كوكب حول نجم آخر وقتًا وجهدًا كبيرين. لا تستطيع التلسكوبات تصوير الكواكب مباشرة، بل تعتمد على قياسات غير مباشرة للتغيرات في سطوع النجوم.
ومع تلك الجهود، تعرف علماء الفلك على أكثر من 5600 كوكب في مجرتنا، ولكن لا يوجد منها ما يشبه الأرض أو يمتلك الظروف اللازمة للحياة كما نعرفها.
في عام 2018، بدأ زادجان وفريقه بتطوير برنامج تعلّم آلي يُسمى ExoMiner، والذي أُعد للتسريع من جهود البحث عن الكواكب الخارجية.
واستخدموا بيانات تشير إلى كواكب مؤكدة وكذلك نتائج سلبية مثل النجوم الثنائية. وقد حدد البرنامج سريعًا 370 كوكبًا خارجيًا غير معروف.
مشروع ExoMiner هو مجرد بداية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في هذا المجال. يتوقع الباحثون أن يساهم الجيل الجديد من التلسكوبات، التي سيتم إطلاقها في العقد المقبل، في جمع كميات هائلة من البيانات.
وأثبتت جهود زادجان أهمية الذكاء الاصطناعي في استكشاف عوالم جديدة، بالإضافة إلى الظروف الأكثر احتمالاً لاستضافة الحياة.