الدورق تودع المناضل أحمد خضير
ودعت الدورق إحدى مدن دولة الأحواز العربية أحد أبنائه المناضلين السجين السابق أحمد خضير عبدالحسن، الخميس 13 نوفمبر 2023 إلى مثواه الأخيرة.
ولد المناضل أحمد خضير، عام ١٩٦٧ في حي خنافره في الدورق، وسافر في عام ١٩٧٤ إلی المحمرة مع عائلته، في السابعة من عمره لطلب لقمة العيش، حيث كان يعيش الدورق الفقر وشحيح الماء كيومنا هذا.
وشارك أحمد خضير في نضال الشعب العربي الأحوازي، وشهد في الثانية عشر من عمره، الأربعاء الأسود في ٣٠ مايو عام ١٩٧٩، شهدت مدينة المحمرة عاصمة الأحواز آنذاك مجزرة لن تمحو من تاريخ وذاكرة الشعب العربي الأحوازي، من قبل الاحتلال الإيراني، التي راح استشهد فيها أكثر من ٨٠٠ شخص مواطن أحوازي، وجرح واعتقال المئات لدى الاحتلال الإيراني.
وفي أثناء الحرب بين العراق العربي ضد الاحتلال الإيراني، رجع أحمد خضير مرة إلى مسقط رأسه الدورق، ودرس حصل على الدبلوم، حيث تعتبر مرحلة عليا من الدراسة آنذاك.
كانت لغة الأم اللغة العربية هي اللغة الوحيدة عند الشعب العربي الأحوازي وتمسك بالدراسة فيها، ولكن في المدارس التي أسسها الاحتلال الإيراني سعى الاحتلال إلى تدريس الفارسية ضمن مخطط تفريس الأحواز، وهو ما وقف ضد المناضل أحمد خضر ورفاقه في التأكيد على تعلم اللغة العربية والتمسك بهوية الأحواز العربية، اجتهدوا في درسهم بطعم الوعي الوطني والقومي العروبي من أجل خدمة قضيتهم ووطنهم الأحواز المحتلة.
ولنشاطه ونضاله من أجل الوطن اعتقلت سلطات الاحتلال الإيراني المناضل أحمد خضير في 24 أغسطس 1992، مع اصدقائه المناضلين، وحكم عليه بالسجن 30 عاما ونفي عام ومن من وطنه الأحواز إلى سجن يزد ثم إلى گچساران في محافظة كهكيلويه وبوير أحمد في الداخل الفارسي.
ولن تنسى تلك اللحظة حين وقف المناضل أحمد خضير أمام قاضي الاحتلال الإيراني: وجه المرحوم سؤال الى القاضي ما هو اتهامي؟
فأجب: القاضي ناطقا إنك قومي عربي
وكان على جوابه أقوى حيث رد القاضي، اذ اهاتو لي بمترجم.
وهذه تعني الكثير له فاعتبر هذا الاتهام بأنه قومي عربي تتويجا له ولرفاقه.
وفي سجن گچسارن واجه أحمد خضير جميع ألوان التعذيب على يد الاحتلال الإيراني، حيث ظل معتقلا لأكثر من 8 سنوات، بل الإفراج عنه.
وعاد أحمد خضير بعد الإفراج عنه إلى مسقط رأسه الدورق، وتزوج مرتان وأنجب من كل زوجه ولد.
وافته المنية صباح يوم 23 نوفمبر 2023، عن عمر يناهز ۵۷ بمرض السرطان في امن
الخلود لمن حمل الوطن فوق راحتيه وعاش بمنفاه الجغرافي جسدا وضحى بالعمر فداء لينطق الحقيقة” سجل أنا عربي “ليبقى رمزا لنا وللمستقبل وللأجيال نورا عليه يوم ولد وسلام مات ويوم ويوم يبعث حيا”.